تُعد شركة “فوري” نموذجًا ملهمًا لكيف يمكن للابتكار أن يقدّم حلولًا عملية لمشكلات يومية ويُحدث تحولًا اقتصاديًا شاملًا. فقد أصبحت “فوري” أحد أبرز اللاعبين في مسيرة التحول الرقمي بمصر، وساهمت بدور محوري في تقليص الاعتماد على النقد، مما جعلها رمزًا للنجاح في مجال ريادة الأعمال العربية.
من فكرة إلى واقع
في عام 2007، لاحظ المهندس المصري أشرف صبري التحديات التي تواجه المواطنين والشركات عند دفع الفواتير بسبب الاعتماد الكامل على النقد. كان الحلم آنذاك تقديم حل رقمي يسهل عملية الدفع ويوفر بديلًا آمنًا وفعالًا. وفي عام 2008، أسّس صبري شركة “فوري” بدعم من مستثمرين كبار، من بينهم “راية القابضة”، “البنك العربي الأفريقي”، و”HSBC”. كانت الفكرة آنذاك جديدة وجريئة في سوق لم يكن معتادًا على خدمات الدفع الإلكتروني.

بناء نظام تقني آمن
واجه الفريق المؤسس تحديات تقنية كبيرة، من أبرزها تطوير نظام دفع إلكتروني مقاوم للاختراق ويتوافق مع أنظمة الجهات الحكومية والخاصة. وقد تم بناء النظام من الصفر، وتمكّنت الشركة من الحصول على براءة اختراع تؤكّد تفردها التكنولوجي.
التحول إلى شركة يونيكورن
بدأت “فوري” تقديم خدماتها عام 2009 من خلال 5,000 منفذ في مدينتين فقط، ثم توسعت لتغطي مختلف أنحاء مصر. بحلول عام 2010، كانت قد نشرت شبكة واسعة من نقاط البيع. وفي عام 2015، قدّرت قيمة الشركة بـ100 مليون دولار، ثم ارتفعت قيمتها إلى نحو ملياري دولار في عام 2021، أي 20 ضعفًا خلال خمس سنوات فقط.
وفي عام 2019، طرحت الشركة 36% من أسهمها في البورصة المصرية، ما عزز من قيمتها السوقية وساهم في توسعها. وبحلول عام 2024، توسعت شبكة خدماتها لتشمل أكثر من 160 ألف نقطة خدمة في 300 مدينة، مع توفير أكثر من 250 خدمة تشمل دفع الفواتير، شحن الرصيد، وغيرها.
منصة متكاملة للابتكار
لم تكتفِ “فوري” بخدمة الدفع الإلكتروني، بل عملت على توسيع منظومتها من خلال إطلاق تطبيق “myFawry”، وخدمات مثل “Fawry Pay” و”Fawry FMCG”. كما دخلت في شراكات مع شركات كبرى مثل “مايكروسوفت” لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التحول الرقمي.
أثر واسع وإنجازات ملموسة
تخدم “فوري” اليوم أكثر من 30 مليون مستخدم، من خلال شبكة ضخمة تضم أكثر من 160 ألف نقطة خدمة، وتقدم أكثر من 250 خدمة إلكترونية. وقد صنّفت كواحدة من أكبر الشركات الناشئة في مصر والمنطقة، بعدما بلغت قيمتها السوقية نحو 2 مليار دولار عام 2021.
رؤية طموحة للمستقبل
تضع “فوري” نصب أعينها خططًا طموحة تشمل:
التوسع في عدد منافذها داخل مصر.
الاستثمار في الشركات الناشئة المحلية.
الدخول إلى أسواق إقليمية جديدة، لا سيما في منطقة الخليج.
“أشرف صبري” العقل المدبر
يحمل المهندس أشرف صبري شهادة في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة، إلى جانب ماجستير في إدارة الأعمال من المملكة المتحدة. بدأ مسيرته المهنية في شركات كبرى مثل IBM و”راية القابضة”، قبل أن يؤسس “فوري” ويقودها نحو الريادة. ويُعد اليوم من أبرز رواد الأعمال في الشرق الأوسط، بعدما حوّل فكرة بسيطة إلى إمبراطورية مالية.