كتب: محمود الصباغ
في واقعة تكشف عن تحديات جديدة في مجال الأمن السيبراني بقطاع النقل الذكي، رصد موقع “ريادي” قيام بعض الركاب باستخدام ثغرة تقنية سمحت لهم بتخفيض أسعار الرحلات بشكل غير قانوني، مما أدى إلى خسائر مادية للسائقين وأثار مخاوف أمنية خطيرة.
تعتمد الثغرة في البداية على قيام بعض الركاب بتحديد وجهة قصيرة، ثم إيقاف الاتصال بالإنترنت وتغيير الوجهة المطلوبة، مما يؤدي إلى تغيير الوجهة دون تعديل السعر للمسافة الجديدة.
يُرافق هذه الخطوة تحميل تطبيقات VPN عبر روابط مباشرة من مواقع على محركات البحث أو من خلال تبادلها عبر تطبيقات مثل “تيليجرام”، بعيدًا عن المنصات الرسمية مثل “جوجل بلاي” أو “آبل ستور”.
تواصل موقع “ريادي” مع الكابتن أحمد الليثي، أحد السائقين المتضررين، والذي روى تفاصيل تجربته قائلاً:
“أوصلت راكبًا لمسافة تجاوزت 40 كيلومترًا، لكن فوجئت بأن التطبيق أظهر سعر الرحلة 12 جنيهًا فقط! نشب خلاف حاد بيني وبين الراكب بسبب هذا التسعير غير المنطقي.”
وأكد الليثي أن هذه الظاهرة بدأت بالانتشار خلال الأشهر القليلة الماضية، مما أثر بشكل كبير على دخل السائقين اليومي، لكنها بدأت تختفي في شهر إبريل.
وقال الكابتن حسام الدين رزق: “لتجنب وجود أي ثغرة، أتصل بالراكب هاتفيًا قبل التوجه إليه وأؤكد عليه سعر الرحلة والمكان.”
من جانبه، تحدث خالد، أحد السائقين العاملين بالشركة، لموقع “ريادي” قائلاً:
“قبل بدء الرحلة، كان السعر المحدد على التطبيق 220 جنيهًا، لكن بعد الوصول إلى وجهة العميل فوجئت بأن التطبيق يعرض 70 جنيهًا فقط، وهو مبلغ بعيد تمامًا عن التسعير المعتمد.”
وأشار إلى أن هذه الظاهرة لم تعد حالة فردية، بل أصبحت تتكرر مع عدد من الركاب الذين يستخدمون طريقة معينة للتلاعب بالسعر النهائي للرحلة.
أكدت شركة النقل الذكي لموقع “ريادي” أنها رصدت المشكلة خلال الفترة الماضية، وعملت على سد الثغرة من خلال تحديثات برمجية موسعة لمنع أي تلاعب مستقبلي في التسعير.
كما قامت الشركة بتعويض السائقين المتضررين عن الفروقات السعرية التي تعرضوا لها بسبب هذه الخروقات.
وحذر خبراء الأمن السيبراني من أن تحميل مثل هذه التطبيقات أو البرامج المستقلة لا يهدد شركات النقل الذكي فقط، بل يعرض المستخدمين أنفسهم لمخاطر أمنية جسيمة، تشمل سرقة البيانات الشخصية واختراق الهواتف الذكية.
تُعد شركات النقل الذكي في مصر من القطاعات الحيوية التي شهدت توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وأبرزها “أوبر” و”كريم”، بالإضافة إلى “دي دي” و”درايف”