شهد قطاع التمويل الاستهلاكي في مصر نموًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بارتفاع معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية، ما دفع العديد من الأسر إلى اللجوء لوسائل التمويل لشراء السلع الأساسية والمعمرة.
في ظل هذا الواقع، ظهرت شركات ناشئة تقدم حلولًا مبتكرة لتلبية الطلب المتزايد، مستفيدة من التكنولوجيا والتحول الرقمي لسد الفجوة التي خلفتها البنوك التقليدية.
شركات ناشئة تقود التحول
1. درايف للتمويل والخدمات المالية
أصبحت “درايف” واحدة من أبرز الشركات الناشئة التي تحقق انتشارًا سريعًا بفضل إجراءاتها التمويلية السريعة والمرنة. ووفقًا لأحمد أسامة، العضو المنتدب للشركة، يستهدف القطاع الوصول إلى تمويلات تفوق 100 مليار جنيه مع زيادة عدد العملاء.
2. بل كاش (بلتون للتمويل)
تعتمد على نموذج التمويل الرقمي، وتستهدف الشرائح الأقل دخلًا باستخدام تقنيات تقييم ائتماني غير تقليدية مثل تحليل بيانات الهاتف الذكي وأنماط الإنفاق، ما مكنها من جذب شرائح غير مصرفية واسعة.
3. سهولة (CI للتمويل الاستهلاكي)
رغم استحواذ بنك مصر على حصة 98.1% منها مؤخرًا، إلا أنها بدأت كشركة ناشئة تركز على تبسيط إجراءات التقسيط، لا سيما في قطاع الأجهزة الإلكترونية، مما منحها حصة سوقية قوية في وقت قصير.
4. فوري للتمويل الاستهلاكي
استغلت “فوري” بنيتها التحتية الرقمية ومنصات الدفع الإلكتروني لإتاحة التمويل بشكل فوري وسهل عبر تطبيقات المحمول، معززة بذلك جهود الشمول المالي.
طفرة “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”
برزت شركات مثل ValU وSympl وMNT-Halan بتقديمها لنموذج “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” (BNPL)، وهو ما أتاح للمستهلكين الشراء دون الحاجة إلى بطاقات ائتمان، وفتح آفاقًا تمويلية جديدة أمام فئات متعددة من المجتمع.
هذه النماذج ساهمت في تعزيز القدرة الشرائية، خصوصًا مع تزايد الضغوط الاقتصادية، ونجحت في ترسيخ نموذج استهلاكي أكثر مرونة واستجابة للتحديات.
استثمارات بالملايين وثقة متزايدة
استقطبت الشركات الناشئة في قطاع التمويل الاستهلاكي استثمارات محلية ودولية ضخمة.
وقد استثمرت صناديق رأس المال المخاطر ملايين الدولارات في شركات مثل Khazna وPaynas، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل هذا القطاع الواعد، خصوصًا في ظل تنامي التجارة الإلكترونية وتغير أنماط الشراء.
تحديات أمام النمو السريع
ورغم النمو، يواجه القطاع تحديات واضحة، أبرزها ارتفاع أسعار الفائدة في ظل سياسة نقدية مشددة يتبعها البنك المركزي المصري حاليًا.
ويرى خبراء أن القطاع سيشهد انتعاشًا ملحوظًا مع أي توجه نحو التيسير النقدي وخفض الفائدة، ما سيزيد من قدرة الشركات على تقديم حلول تمويلية تنافسية.
كما أن ضعف الثقافة المالية بين بعض الشرائح، والحاجة إلى التكامل مع البنية التحتية المالية الرسمية، تمثلان عقبتين أساسيتين في طريق التوسع المستدام.