أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول “الشركات الناشئة” تناول من خلاله تعريف الشركات الناشئة، ودورة حياتها، وأفضل الشركات الناشئة على المستوى العالمي وكذلك في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض دور هذه الشركات في دفع النمو الاقتصادى المستدام.
أشار التحليل إلى أن الشركات الناشئة تلعب دورًا حاسمًا في دفع النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل وتشجيع الابتكار وتعزيز المنافسة، وذلك على النحو الآتي:
خلق فرص العمل
تساعد الشركات الناشئة في خلق فرص العمل بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تخلق الفرص بشكل مباشر من خلال تعيين الموظفين لمساعدتها في تنمية أعمالها، بينما تخلق الفرص بشكل غير مباشر في مجالات التسويق والخدمات اللوجستية والتمويل، فعلى سبيل المثال خلقت الشركات الناشئة في الولايات المتحدة الأمريكية 2.5 مليون وظيفة سنويًّا خلال الفترة ما بين (1980 – 2010).
الابتكار
تُعرف الشركات الناشئة بقدرتها على الابتكار، فهي تقدم أفكارا جديدة للسوق؛ بما يؤدي إلى تطوير منتجات وتقديم خدمات جديدة، إلى جانب تحسين المنتجات والخدمات القائمة، فعلى سبيل المثال أحدثت شركة أوبر ثورة في صناعة سيارات الأجرة التقليدية، حيث ابتكرت طريقة جديدة لطلب الركوب باستخدام الهاتف المحمول، وأصبحت حاليًّا تمثل قاعدة كبيرة في قطاع النقل.
تعزيز المنافسة
تساهم الشركات الناشئة في دعم المنافسة الصحية في السوق، لأنها تجبر المنتجين ومقدمي الخدمات في السوق على تحسين منتجاتهم وخدماتهم للبقاء في المنافسة، بما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتحسين الجودة وتعزيز الابتكار، ومثال على ذلك أدى دخول شركات طيران ناشئة مثل Southwest Airlines إلى انخفاض أسعار تذاكر الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية وزيادة عدد المسافرين بالطائرات منخفضة التكلفة.
تحفيز الاستثمار
تجذب الشركات الناشئة الاستثمارات، حيث إن المستثمرين على استعداد للمخاطرة بتقديم أفكار جديدة ومبتكرة للسوق، بما يؤدي إلى تطوير الصناعات الجديدة وتوسيع الصناعات القائمة، وقد أدى ظهور التكنولوجيا المالية إلى زيادة الاستثمار في الشركات الناشئة التي تستخدم التكنولوجيا بدلا من الخدمات المالية التقليدية.
تعطيل العمل في الصناعات التقليدية
تتمتع الشركات الناشئة بالقدرة على إحداث تغييرات جذرية في الصناعات التقليدية، بما يشجع الشركات القائمة للتكيف مع تغيرات السوق، ومثال على ذلك مع ظهور منصات رقمية في مجال صناعة الموسيقى، مثل Apple Music, Spotify اللتين أحدثتا ثورة في طريقة سماع الموسيقى، مما أجبر الشركات على إعادة التفكير في نماذج أعمالها، وفتحت مصادر دخل جديدة للفنانين، مما ساهم في تغيير أساليب توزيع الموسيقى التقليدية إلى نظام بيئي موسيقي أكثر ديناميكية وتنوعًا.