في جيلنا كانت النصائح من الأباء هي أن لا تأخد هدايا أو تسمع لأحد غريب وأنت عائد من المدرسة، خوفًا من الخطف أو سرقة أشياء مننا، مرورًا بالحفاظ على الأطفال من الجانب غير الأخلاقي عالم الأجهزة الذكية، لتصبح نصائحنا اليوم ليست خارج البيت فقط بل وداخله بعدما حولت التكنولوجيا العالم لبيت واحد لا لقرية صغيرة.
فنحذر أبناءنا من الدخول للروابط الغير معروفة وتحميل التطبيقات والصور التي قد تحمل وسيلة للاختيراق أو بمعنى أشمل بها فيروس، ولم شملت تحذيراتنا للأطفال من القريب قبل البعيد، فقد يكون صديقك أو أحد اقاربك هو بالأصل ضحية “هاكر” نجح في اقتحام جهازه أو أحد منصاته للتواصل الاجتماعي، لتكون أنت يا بني على وشك أن تصبح الضحية التالية.
في عالم رقمي متسارع أصبح فيه الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، من التعلم إلى الترفيه والتواصل، باتت الحماية السيبرانية ضرورة لا رفاهية. فبين منصات التواصل، وتطبيقات الألعاب، والمواقع الإلكترونية، يواجه الأبناء مخاطر قد تكون خفية على أعين الأهل، لكنها حقيقية في آثارها النفسية والاجتماعية وحتى القانونية.

في عصرنا الحالي لا يمكن منع جيل الذكاء الاصطناعي من استخدام الإنترنت، لكنه من الضروري أن نمنحهم “حصانة رقمية”. بتعاون الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، يمكننا بناء جدار حماية معرفي وسلوكي يقي أبناءنا من الوقوع في فخاخ الفضاء الإلكتروني.
وأظهر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 2022 أن التهديدات السيبرانية تخطت حاجز اختراق الخصوصية ووصلت إلى مرحلة العنف عبر الإنترنت ضد الأطفال من الاعتداء الجنسي ضد الأطفال، بما يشمل التحرش الجنسي والتحرش عبر الإنترنت، وتعاطي المخدرات ليؤكد التقرير على أهمية تنفيذ برامج تعليمية موجهة للأطفال والآباء.
وأشارت المنظمة أن التحديدات لم تتوقف عند ذلك الحد بل أصبحت أكثر جرمًا لتصل إلى الاتجار بالبشر، حيث أصبح تجار البشر ماهرين في استخدام منصات الإنترنت لتجنيد الضحايا وجذب العملاء. كما أن الأطفال والمراهقين عرضة للحيل الخادعة في سعيهم للقبول أو الاهتمام أو الصداقة، وغالبًا ما يتودد إليهم تجار البشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تهديدات متعددة
تشير تقارير أمنية حديثة إلى تزايد استهداف الأطفال عبر الإنترنت بوسائل متعددة، أبرزها:
التحرش الإلكتروني: من خلال الدردشة أو الرسائل أو حتى التعليقات.
الابتزاز الرقمي: حيث يُستدرج الطفل لمشاركة معلومات أو صور تُستخدم ضده لاحقًا.
المحتوى غير اللائق: بما في ذلك العنف، الإباحية، أو التحريض على الكراهية.
الإدمان الرقمي: نتيجة الاستخدام المفرط للتطبيقات والألعاب.
الأسرة أولاً
يبدأ الأمن السيبراني للأبناء من داخل البيت فالتوعية، والمراقبة الذكية، وتوفير بيئة حوار مفتوحة، هي الركائز الأساسية للحماية بـ:
- تثقيف الأبناء حول مخاطر الإنترنت بلغة تناسب أعمارهم.
- استخدام أدوات الرقابة الأبوية المتوفرة على الأجهزة والتطبيقات.
- وضع قواعد زمنية لاستخدام الإنترنت.
- تشجيع الأطفال على التحدث عن أي تجربة غير مريحة تعرضوا لها.
دور المدرسة والمجتمع
المدارس والمؤسسات التعليمية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة الأمان الرقمي. يمكن إدراج مناهج توعوية حول السلوك الرقمي المسؤول، إضافة إلى تنظيم ورش عمل للأهل والطلاب حول الاستخدام الآمن للإنترنت.
كما تتحمل الجهات الحكومية والإعلام مسؤولية إطلاق حملات تثقيفية منتظمة، ومتابعة تنفيذ قوانين حماية الطفل إلكترونيًا.
نصائح للأطفال
- لا تشارك معلوماتك الشخصية مثل اسمك الكامل، عنوان منزلك، رقم هاتفك، أو اسم مدرستك مع أي شخص على الإنترنت.
- استخدم كلمات مرور قوية وسرية ولا تخبر بها أحدًا غير والديك.
- لا تضغط على روابط غريبة أو مشبوهة من الغرباء أو حتى المقربين قد تكون روابط ضارة
- تحدث مع والديك أو معلمك إذا شعرت بشيء مريب
- لا تقبل طلبات صداقة من غرباء حتى لو بدا أن لديهم صورًا لطيفة أو يدّعون أنهم أطفال.
- لا تشارك صورك أو صور العائلة دون إذن فبعض الصور يمكن أن تُستخدم بطريقة خاطئة.
- احذر من الألعاب التي تطلب منك دفع المال أو مشاركة بياناتك
- ولا تدخل أي معلومات مالية.
- استخدم الإنترنت في أوقات محددة وبموافقة الأهل
- وحدد وقتًا للراحة والأنشطة الأخرى بعيدًا عن الشاشة.
- تعلم كيف تحظر أو تبلغ عن المتنمرين
- تذكّر: الإنترنت لا ينسى
- كل ما تنشره يبقى موجودًا، فكن ذكيًا قبل الضغط على “إرسال”.