أصبحت الإمارات للشركات الناشئة وقطاع التكنولوجيا بشكل عام، بجانب جانب نجاحها الاقتصادي المتواصل فى، بحسب موقع “ذا نكست ويب” الهولندي، المتخصص في التكنولوجيا والشركات الناشئة
ودعا الموقع الهولندي الشركات الناشئة الأوروبية لاتخاذ دبي كخيار للتوسع خارج القارة ، مشيرا إلى أن دبي شهدت خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2023، ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.3 %، بينما شهد قطاع المعلومات والاتصالات نمواً بنسبة 4.4 %.
وأرجع الموقع الجزء الأكبر من هذا النجاح إلى تفاني الدولة في تحفيز الأعمال التجارية؛ وهو الأمر الذي يعتقد الكثيرون أن أوروبا لم تركز عليه بنفس الطريقة.
وذكر بيتر برادي، نائب رئيس مركز دبي التجاري العالمي: من الأعداد المتزايدة من مؤسسي الأعمال والشركات الناشئة، الذين ينظرون إلى الشرق الأوسط باعتباره فرصة موثوقة للنمو
ويرى برادي أن هناك أسباباً متعددة وراء ذلك، ومن أهمها مكانة دبي كنقطة جذب جغرافية للتوسع العالمي، حيث يمكن الوصول منها إلى ما يقرب من أربعة مليارات شخص في غضون أربع ساعات طيران، وهذا يعني أن الشركات تتمكن من العمل والتوسع ليس فقط داخل دول مجلس التعاون الخليجي، بل أيضاً في دول الجنوب العالمي ككل.
وقال محمد علي راشد لوتاه، الرئيس التنفيذي لغرفة دبي، إن دبي لديها خطط طموحة للمستقبل، يمكن أن تفيد بشكل مباشر الشركات في عدد كبير من القطاعات.
وأشار إلى أجندة دبي الاقتصادية (D33)، وهي خريطة طريق طموحة، تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة، خلال العقد المقبل، ووضعها في مصافّ أكبر ثلاث مدن عالمية.
التكنولوجيا المستقبلية
لفت الموقع إلى جزء الأجندة المهم بشكل خاص للشركات الناشئة الأوروبية؛ وهو أن أحد مبادئها الأساسية، هو التركيز على التكنولوجيات المستقبلية والاستثمار فيها، كالذكاء الاصطناعي، وحلول المدن الذكية، والتكنولوجيا المالية.
وقال، إن هذه ليست المبادرة الوحيدة في هذا السياق؛ إذ إن إطلاق أجندة الإمارات الخضراء 2030 واستراتيجيات الانبعاثات الصفرية الصافية، بحلول عام 2050، يعني وجود فرص هائلة أيضاً للشركات العاملة في قطاعات الاستدامة.
سوق واسعة للشركات الأوروبية الناشئة
وقال الموقع، ستتمكن الشركات الأوروبية الناشئة في أي من هذه القطاعات من الوصول إلى التمويل وشبكات الأعمال، وفرص السوق الواسعة، التي قد تُسهم في دفع أعمالها إلى الأمام، وأن هذا التوسع في الإمارات، رغم أنه قد يتطلب موارد مكثفة إلا أن هناك فوائد أخرى، تجعل هذه الخطوة سلسة نسبياً.
بيئة تنظيمية مناسبة للأعمال التجارية
وقال لوتاه، الرئيس التنفيذي لغرفة دبي، إن الإمارة توفر بيئة تنظيمية مواتية للأعمال التجارية، وتوفّر المناطق الحرة العديدة في الإمارة، والتي تم تصميمها لتناسب احتياجات الصناعات المحددة، ومزايا ضريبية كبيرة ولوائح تنظيمية مبسطة، مع سهولة الوصول إلى البنية التحتية المتخصصة.
وقال إن افتتاح فرع في دبي، يعدّ بمثابة «حجر الأساس الاستراتيجي»؛ مما يسمح للشركات بتأسيس موطئ قدم في السوق، ولكن نقل مقارها الرئيسية من شأنه أن يفتح الباب أمام مجموعة أوسع من الفوائد، كالوصول الكامل إلى مجموعة المواهب في دبي، والاستفادة من هياكل ضريبية أكثر ملاءمة.
وأشار بيتر برادي إلى التنظيم الملائم للأعمال في المنطقة وقال: الحكومة هنا داعمة للغاية للاستثمار في ريادة الأعمال، وخلق بيئة يمكن للشركات الناشئة أن تزدهر فيها.
وأضاف: إنها تفعّل ذلك، من خلال استثمارات ومبادرات محددة، كما أنها تتبنى أيضاً نهجاً إيجابياً في التعامل مع التنظيم، ومن الأمثلة ذكر إنشاء «الهيئة التنظيمية للأصول الافتراضية الأولى في العالم.
وتشرف هذه الهيئة على توفير واستخدام وتبادل الأصول الرقمية؛ مما يضمن حصول شركات العملات المشفرة والبلوكتشين على بيئة تنظيمية قوية للعمل.
وذكر الموقع أن هناك مجموعة واسعة من الخطط المصممة لمساعدة الشركات الناشئة الأوروبية على التكيف مع الحياة في الإمارات، ومن الأمثلة على ذلك منصة الأعمال في دبي، التي توفر الدعم العملي للشركات، فضلاً عن خدمات التوفيق التي تربطها بالشركاء.
فعاليات تساعد الشركات
وذكر مجموعة الفعاليات التي يمكن أن تساعد الشركات ليس فقط على الاستعداد لممارسة الأعمال التجارية في المنطقة فحسب، بل توفر لها كذلك منصة انطلاق نحو النمو.
وبالمقارنة بأوروبا، تتمتع دبي بضرائب أقل ولوائح تنظيمية أقل تعقيداً وحكومة تستثمر بكثافة في الأعمال التجارية، وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من صعوبة وصول الشركات الناشئة الأوروبية إلى دبي، حيث ستكون بعض التكاليف والنفقات أقل في المنطقة، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.