تحاول كل شركة استقطاب وجذب العاملين المخلصين الذين يجتهدون بتفان وإخلاص؛ للارتقاء بالجودة الإنتاجية للسلع والخدمات، وتقديم الأفكار، والأفعال، والجهود اللازمة؛ للتعبير عن ولائهم التنظيمي؛ كأحد أبرز عوامل تحقيق الأهداف المؤسسية للشركة، وتطوير كفائتها الإدارية، وتحسين جودتها الإنتاجية.
ويمكن تعزيز ولاء الموظفين من خلال: تحسين ظروف العمل، كتقديم المزايا والتعويضات والأجور المالية المناسبة، وتوفير الأمن الوظيفي، وفرص النمو والتدرج الوظيفي، وبناء إطار عمل مؤسسي راسخ؛ يقوم علي التدريب والتطوير، وتحديث مخازن المعرفة، وتبني إستراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين، وندرة فرص دورانهم أو الاستغناء عنهم.
ويعتبر الانغماس الوظيفي أحد إستراتيجيات التنمية البشرية والاتصالات التنظيمية بالمؤسسات؛ كمحفز حيوي للارتقاء بكفاءة الموظفين، وجودة أدائهم، والتزامهم الوظيفي بمحددات ومعايير الثقافة التنظيمية للشركة التي تسعى نحو نيل رضا وولاء العاملين؛ باعتبارهم الركيزة الأقوى، والأصول المعنوية الأكثر قيمة لسمعة المنظمة، وصورتها الذهنية، ورأس مالها الفكري.
ويرتكز جوهر هذا الانغماس الوظيفي على مجموعة من الأبعاد الإدارية والاتصالية التي تمثل تعزيزًا للشرعية الاجتماعية والسياسية للمنظمة، وتشكيلًا لإستراتيجية العلامة التجارية الداخلية التي تنعكس بالإيجاب على فرص الانغماس التنظيمي للموظف في ثنايا الشركة؛ ساعيًا إلى فهم وإدراك قيمها ومبادئها الاساسية، والتوافق مع رسالتها وثقافتها التنظيمية.
وتمثل هذه السياسات والإجراءات التنظيمية عاملًا رئيسًا في تحقيق الرضا الوظيفي للعامل، وتنمية ولائه التنظيمي الذي يمثل انعكاسًا مباشرًا لسمعة المنظمة وصورتها الذهنية؛ ما يمثل ميزة تنافسية متنامية الأهمية؛ حيث تحفز فرص التطوير، والارتقاء بكفاءة الأداء المؤسسي الذي ينعكس بالضرورة على الكفائتين الإنتاجية والذاتية للمؤسسها ومواردها البشرية.
كما يعد الانغماس أو المشاركة الوظيفية مرادفًا للدرجة التي ينظر فيها الموظف إلى أدائه المهني باعتباره مركزًا لكيانه الذاتي أو احترام الذات؛ حيث تتحول الأنا الذاتية إلي شريك رئيسي لا ينفصل عن الحياة العملية، بينما تعكس بعض التصرفات تدني مستوي الولاء المؤسسي؛ كتعمد تجاهل زملاء العمل، والجدال معهم، والتقاعس عن أداء المهام الموكلة، وإهمال اللوائح والقواعد المنظمة لسير العمل، وعدم الالتزام بمواعيده، وأداء المهام الوظيفية بمستوى متدن من الكفاءة والجودة.