واجهت المجتمعات الإنسانية علي مر العصور العديد من الأمراض والأوبئة التي انتشرت على نطاق واسع، وأصابت العديد من الأفراد، كما أودت بحياة الملايين على مستوي العالم، مما ترك آثارًا متنامية على الحالتين النفسية والمجتمعية.
وقد لاحظ علماء الاجتماع أن هناك أنماطًا سلوكية واجتماعية قد ارتبطت بأوقات الأوبئة، كالطاعون، و أنفلونزا الخنازير و الطيور، وهو ما دفع علماء الاجتماع إلى دراسة أنماط استجابة المجتمعات لتحليل سلوكيات الأفراد مع تفشي الأوبئة.
وقد لوحظ أن هناك مخاوف جماعية خطيرة أثرت بالسلب على سلوكيات الفرد أثناء الأزمات، حيث تقل الفجوة بين الفرد والمجتمع ، نتيجة لارتباط مصير كل منهما بالآخر، ولقد ظهرت في الآونه الاخيرة – مع انتشار فيروس الكورونا – صور عديدة ومختلفة للسلوكيات، كالتواصل بين سكان الأحياء وبعضهم البعض باتباع أساليب التصفيق عبر النوافذ، لدعم وتحفيز أنفسهم على مواجهه تلك الأزمة، ونشر مشاعر الأمل والتضامن بين الأفراد.
ويرى علماء الاجتماع أنها تمثل سلوكيات إيجابية تساعد على التعامل البناء في مواجهة تلك الأزمة، على عكس السلوكيات السلبية التي انتشرت بصورة أخرى، حيث ظهرت حالات العنف بين المتسوقين في المحال التجارية، لشراء العديد من السلع الغذائية وأدوات التعقيم، واضطرت العديد من المتاجر بوضع حد أقصى للسلع.
كذلك نرى أن حالة فقدان السيطرة على المشاعر والتصرفات تكون بنفس خطورة هذا الفيروس، لذلك يجب أن نهتم بتعديل منظومة المجتمع، من خلال مثلت الالتزام بضبط النفس والتمسك بالقيم والمعايير الدينية، والاهتمام بمنظومة القيم التي ترشد لسلوكيات ايجابية، كالطقوس الدينية و الخيرية، والحد من متابعة وسائل التواصل الاجتماعي ذات الرؤيه السلبية، و التي يتم استغلالها من بعض التيارات المتطرفة.
وتحاول هذه الوسائل استغلال الأزمة الراهنة، وإثارة الخوف والذعر بين الأفراد، بغية تحميل الحكومه عبء التقصير والتخاذل في مواجهة تلك الأزمة، لذا علينا نشر الوعي والتثقيف الإيجابي، والالتزام بالقوانين التي تطبقها الدولة في حماية المجتمع والفرد، كي تمر الازمة بسلام، ويحفظ الله مصر وقيادتها العظيمة.