اتخذ قطاع التكنولوجيا منهجا غير تقليدي خلال الأونة الأخيرة للاستحواذ على الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
أساليب التلاعب الذكي
وبحسب تحقيق أعدته “CNBC”، تستغل شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون، أساليب “التلاعب الذكي”، لدمج قدرات شركات الذكاء الاصطناعي ضمن هيكلها بموجب “اتفاقية تعاون”.
بعيداً عن رادارات الجهات التنظيمية
وبحسب التحقيق، اتفاقيات التعاون هي طريقة سريعة وسهلة للحصول على أفضل المواهب في هذا المجال، بعيداً عن رادارات الجهات التنظيمية الصارمة، التي وضعت في مرمى نيرانها عمليات الاندماج والاستحواذ، التي تتعلق بأكبر سباق تسلح في مجال تكنولوجيا أي الذكاء الاصطناعي التوليدي.
مايكروسوفت أول من وضع القالب
كانت شركة مايكروسوفت أول من وضع القالب لهذا النوع من الصفقات مع ابرامها في مارس 2024 اتفاقية تعاون مع شركة تطوير الذكاء الاصطناعي Inflection بهدف إنشاء قسم جديد للذكاء الاصطناعي للمستهلك، ودفعت مايكروسوفت حوالي 650 مليون دولار للحصول على تراخيص تكنولوجيات Inflection والاستفادة من قدرات جميع موظفيها تقريباً.
وفي يونيو 2024، أبرمت شركة أمازون اتفاقية تعاون مع Adept AI للذكاء الاصطناعي، حيث دفع العملاق الأميركي نحو 330 مليون دولار مقابل الاستفادة من تراخيص وتكنولوجيات Adept وامكانات موظفيها في عالم الذكاء الاصطناعي، في حين أعلنت جوجل في شهر أغسطس 2024 عن اتفاقية مع شركة Character.AI قال المراقبون أن قيمتها وصلت إلى 2 مليار دولار.
جوجل
وبموجب اتفاقية التعاون ستقوم جوجل بتوظيف مؤسس Character.ai نوام شازير وأكثر من خمس القوة العاملة في الشركة وستحصل أيضاً على ترخيص استخدام تقنيات Character.ai في مجال الذكاء الاصطناعي.
قيود هيئات مكافحة الاحتكار
ووفقاً لتحقيق “CNBC” فإن شركات التكنولوجيا الكبرى قد تعتقد أن ما تفعله يجعلها تتفوق على قيود هيئات مكافحة الاحتكار وتتجنب التدقيق، ولكنها في الحقيقة تلعب بالنار.
وفتحت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بالفعل تحقيقاً لمكافحة الاحتكار في صفقة مايكروسوفت مع Inflection، لمعرفة ما إذا كانت مايكروسوفت قد بنت هذه الاتفاقية للسيطرة على الشركة الناشئة مع التهرب من المراجعة.
تحقيق مع صفقة امازون
كما أطلقت اللجنة تحقيقاً غير رسمي في صفقة أمازون وAdept، كما أن الكونجرس لاحظ ما تفعله شركات التكنولوجيا الكبرى، ودعا ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق بهذا الشأن.
وقال رئيس شركة تكنواوجيا مازن الدكاش، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن عمليات الاستحواذ الطبيعية كانت شائعة منذ فترة طويلة في وادي السيليكون، ولكن ما يحصل حالياً من خلال “اتفاقيات التعاون” مقابل رسوم مالية أمر غير معتاد، حيث أن هذه الإتفاقيات تمنح الشركات الكبرى معظم ما يريدونه من الشركات الصغرى دون الحاجة إلى الحصول على موافقة من هيئات مكافحة الاحتكار في وقت تخضع فيه عمليات السيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتدقيق المتزايد من قبل الحكومات.
الاتفاقيات في ساحة خلفية
وأشار إلى أن “اتفاقيات التعاون” تتحول في كثير من الأحيان، إلى ساحة خلفية تخفي الأهداف الحقيقية التي تتمثل في السيطرة على الابتكارات المستقبلية والمواهب المبدعة.
وعزز الاتجاه نحو صفقات “اتفاقيات التعاون” مع الشركات العملاقة التي يمكنها تحمل فواتير الذكاء الاصطناعي الهائلة.
روبوتات نابضة بالحياة
وبحسب جعجع، فإن إنشاء وتصميم برامج وروبوتات نابضة بالحياة، تدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي، يحتاج للكثير من التمويل المسبق، وهذه البرامج حتى الساعة غير قادرة على تحقيق سنت واحد من الإيرادات، وهذا ما جعل العديد من الشركات الناشئة تكتشف أنها لا تملك الموارد الكافية لتحقيق حلمها دون مساعدة، في حين تخشى سلطات مكافحة الاحتكار من ازدياد حجم وقوة الشركات التكنولوجية العملاقة القائمة، مما يدفعها إلى متابعة عمليات الاستحواذ المخفية وفهم كيفية تأثيرها على سوق التكنولوجيا والابتكار.
المصدر: وكالات