قالت ليديا شوندربيك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سورس بيوتي إن التجارة الإلكترونية في مصر هي صغيرة السن مقارنة بأمريكا وأوروبا؛ حيث أننا نشبه وضعهم منذ 10 سنوات ولكن نشهد نمواً سَرِيعًا.
وأكدت في حوارها لمجلة إي بي نيوز على أن التحدي الرئيسي لنمو القطاع هو قلة الجهات المساعدة مثل مطوري المواقع الإلكترونية والمسوقين الرقميين المحترفين، وهذه هي أهم التحديات التي تواجهنا في الجانب التقنيّ.
وأشارت إلى أن الهدف من تأسيس سورس بيوتي (Source Beauty) ليس البيع وتقديم الخصومات فقط ولكن في قطاع الاعتناء بالبشرة ومنتجات التجميل، تبحث النساء (الفئة المستهدفة) عن حلول وليس عن منتجات، مثلاً امرأة تعاني من تساقط الشعر فهي تستخدم موقعنا الإلكتروني للبحث عن حلول لتساقط الشعر.
لوجو منصة سورس بيوتيلذلك نكتب العديد من المحتوى في موقعنا الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي عن حلول لمشاكل العناية بالبشرة وما هي المنتجات التي تساعد في حلها وما يضرها. لذلك نهتم بتوفير قصة أو محادثة مما يؤدي لاحقاً إلى اهتمام العميلات بالمنتجات المناسبة لهن.
وأكدت على أن الشركة تهتم أكثر ببناء علاقات مع العميلات مما يؤدي لَاحِقًا إلى بناء علاقة طويلة الأمد وولائهم، وفي المقابل هناك عدد من منصات التسويق الرقمي لمنتجات معينة يعتمدون أكثر على الخصومات ودفع المنتجات للعملاء وهذا مناسب لهم بسبب معرفة العملاء مسبقاً بالمنتجات التي يبحثون عنها. بينما يختلف الوضع هنا، حيث أن الوضع مختلف مع منتجات العناية بالجسم والتجميل والنساء فهن يعتمدن أكثر على رحلة اكتشاف المنتجات والمحادثات التي تتم مع سورس بيوتي (Source Beauty).
دور كورونا في التجارة الإلكترونية في مصر
قالت إن جائحة كورونا ساهمت في إعطاء دفعة كبيرة للتجارة الإلكترونية في مصر، فهذا القطاع كان بطيء التقدم حيث لم يرى الناس أهمية له ولم يعلموا كيفية طلب المنتجات من خلال الإنترنت، وهنا جاءت جائحة كرونا التي كانت سبباً في إبراز التجارة الإلكترونية بصورة ملحوظة.
وعن التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية لمنتجات التجميل.. قالت إن قطاع منتجات التجميل والعناية بالجسم والتكنولوجيا لا تتطابق ومن الصعب وضعهم سويا، لأن منتجات التجميل والعناية بالجسم تعتمد اعتماداً كلياً على رحلة التسوق العاطفية للمشتري.

وأكدت على أن سورس بيوتي (Source Beauty) تعتمد رقمنة خدماتها منذ أن بدأت بموقعها الإلكتروني منذ سنتين، مشيرة إلى أم (السيدات/النساء/الفتيات ) اعتدن في البداية أن يسألن عن الموقع أو المتجر لسورس بيوتي وعندما كانت الشركة تخبرهم أنها تعمل عبر الإنترنت فقط كنّ يتفاجأن.
ولكن الآن الوضع اختلف، حيث أصبح الناس أكثر ارتياحاً في الطلب عبر الإنترنت، وكان من المتعارف عليه في مصر هو الدفع بعد الاستلام ولكن الآن أصبح العملاء والعميلات أكثر ارتياحاً بالدفع من خلال البطاقات الائتمانية وزادت لتصل إلى 30%.
تحديات واجهتها سورس بيوتي
قالت شوندربيك إن التحديات والعقبات التي تواجه سوق قطاع مستحضرات التجميل والعناية بالجسم في مصر هو وجود علامتين تجاريتين شركتين كبيرتين في مصر، لونا وإيفا، وهم يستهدفون سوقاً معيناً وهو الجيل الأكبر سناً. ولكن الآن بدأت العلامات التجارية الحديثة والشركات الناشئة باستهداف الأجيال الشابة مثل هير أديكت (Hair Addict) الذين بدؤوا في إخبار الناس و تحديثهم عن كيفية الاهتمام بالشعر المجعد وتغذيته وأهمية الاهتمام بلون البشرة القمحي وعدم محاولة التخلص منه. وبدأت العلامات التجارية الجديدة بالتحدث لهؤلاء الأجيال عن طريق الإنترنت.
وأشارت إلى الوعي الخاص بالعناية بالبشرة والجسم أحد التحديات التي قد نواجهها لأن كل ما نعرفه عن العناية بالبشرة تم توارثه من الأجيال القديمة.. فعندما تسأل مثلاً أي أحد عن روتينه اليومي، فهو لا يملك إجابة. في المقابل في أمريكا وأوروبا، يوجد العديد من المجلات والأخبار التي تتحدث عن كيف تهتم بنفسك وبشرتك. لكن منذ سنتين ونصف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وإنستغرام (Facebook and Instagram) زاد الوعي والاهتمام بذلك، مما أدى إلى زيادة مبيعات منتجات العناية بالجسم بكل أنواعها. وهنا بدأ ظهور العلامات التجارية المصرية.

ووصفت شوندربيك سورس بيوتي بأنها محطة واحدة تحصل منها على كل المنتجات التي تحتاجها للعناية ببشرتك وشعرك، بجانب أننا نوفر لك كل المعلومات والنصائح التي تحتاجها، وأيضاً نعطيك نصائح عن الصيحات الجديدة في الماكياج Make up مثلما فعلاً وتحدثنا عن صيحة 2021 الجديدة التي تتمثل في استخدام مستحضرات تجميل قليلة والاهتمام ببشرة نقية وصحية. والآن يأتي لنا يومياً 100 رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في أسئلة ولكن لنا حدود للنصائح لأن بعض مشاكل البشرة تحتاج إلى أطباء الجلدية.
محطات عززت من قطاع منتجات العناية بالجسم
أكدت الموقف الحالي من الحجر الصحي والجلوس في المنزل أدى إلى الاتجاه للتسوق الإلكتروني. وأحد القرارات القوية التي أدت إلى نمو وازدهار قطاع وسوق المنتجات المصرية للعناية بالجسم والشعر والشركات الناشئة الحديثة هي تعويم الجنيه المصري، فمثلاً إذا كنت تستخدم منتج فرنسي وأردت شراءه مرة أخرى فلن تجده في الصيدلية أو ستجده بأسعار مختلفة. أثر ذلك في نظرتنا للمنتجات المصرية وأدى إلى ازدهارها. حيث المنتجات متاحة ولكن ينقصها التسويق الجيد والاهتمام بالعلامات التجارية هذا ما بدأ يلاحظه الشركات الناشئة الجديدة واهتموا بها جيدا.