على مدى سنوات عديدة وحتى اليوم يشهد عصر الأتمتة دخول التكنولوجيا في مجالات جديدة مثل الفنون الجميلة والصحافة، مما يثير التساؤل حول ما إذا كنا قد وصلنا إلى مرحلة تستطيع فيها التكنولوجيا تولي العملية الإبداعية البشرية وما إذا كان الذكاء الاصطناعي والأتمتة يهددان بإطفاء آخر شعلة من الإبداع البشري.
ووفقا لما قاله فيبوثيشوار سيتارمان، في محاضرة ألقاها على منصة تيدكس، ينبغي على البشرية أن تكون حذرة في استغلال إمكانات الآلة دون المبالغة في تقدير قدراتها.
ويرى سيتارمان إلى أن زيادة استثمار الشركات في الذكاء الاصطناعي كبديل عن المهن الإبداعية البشرية، سيؤدي إلى عزوف المستخدمين على المدى البعيد، مؤكدا محدودية الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إبداعي، ومستشهدا بأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي بدأت منذ عام 1996 لإطلاق النكات والتي فشلت أن تكون طريفة وذكية بقدر النكات التي يطلقها البشر الحقيقيون
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلا أنَّ هذا المصطلح جدلي نظراً لعدم توفر تعريف محدد للذكاء.
الذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب. تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه “دراسة وتصميم العملاء الأذكياء”، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
وصاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه “علم وهندسة صنع الآلات الذكية”، ويعرّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه “قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم من هذه البيانات، واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن”.