صيغ مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة عام 1956، على يد العالم الأمريكي «جون مكارثي» أحد الآباء المؤسسين لهذا الفرع من المعرفة الإنسانية باعتباره فرعا من فروع علم الكمبيوتر أو العقل الإلكتروني.
وبعد مرور 60 عامًا من بروز مصطلح الذكاء الاصطناعي، اتسع نطاقه ليتضمن التطبيقات المستخدمة في الكمبيوتر، والألعاب التي يتنافس فيها الكمبيوتر مع الإنسان، وفهم لغات البشر، إضافة بالطبع إلى الروبوتات.
وتستمر جمهورية الصين في إبهار العالم بحجم الإنجازات التي تستطيع تحقيقها على مدى سنوات، فبعد أن استطاعت احتلال القمة الاقتصادية بدول آسيا، تسبق الكل وتنطلق بسرعة الصاروخ لتسبق الجميع في التقدم التكنولوجي، حيث استطاعت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين تحقيق نحو 28 مليار دولار من الاستثمار والتمويل في العام المنقضي 2017.
وقال تقرير صادر عن شركة الأبحاث الأمريكية سب إنزيتس، إن حجم الإنفاق العالمي على شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في جميع أنحاء العالم كان قد حقق رقما قياسيا بلغ 15.2 مليار دولار في عام 2017، بزيادة قدرها 141% عن عام 2016.
الانفاق الصيني على قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ 50% من التمويل العالمي
كما أشار التقرير، أن الإنفاق الصيني على قطاعات الذكاء الاصطناعي الناشئة شكّل وحده نحو 50% من التمويل العالمي خلال العام الماضي، وذلك مقابل حجم إنفاق بلغ فقط 11.3% في عام 2016، وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بعد الصين بنسبة 38%.
ووفقا للتقرير، كانت الصين قد تجاوزت أيضا الولايات المتحدة من حيث منشورات براءات الاختراع المتعلقة بالعلوم الصناعية، وارتفعت منشورات البراءات الصينية التي تحتوي على كلمة “الذكاء الاصطناعي” في العنوان من 328 في عام 2016 إلى 641 في عام 2017، مقابل 108 و130 للولايات المتحدة، على التوالي.
ولم تصل الصين إلى تلك النتيجة، إلا بعد أن استطاعت إنشاء 28 مؤسسة جديدة للذكاء الاصطناعي عام 2017، بالإضافة إلى 128 مؤسسة في عام 2016، وفقًا لتقرير صادر عن أكاديمية الصين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأعلنت الصين عن عدد كبير من مشروعات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وخصصت مزيدًا من الموارد لاحتضان المواهب وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والرعاية الصحية والأمن ومجالات أخرى.
الصين تستحوذ على 260 مؤسسة للذكاء الاصطناعي
وتركزت معظم مؤسسات الذكاء الاصطناعي في بلدتي بكين وشانغهاي ومقاطعة قوانجدونج في جنوبي الصين في العام الماضي، فيما حازت بكين الجزء الأكبر منها، مع عدد إجمالي يتجاوز 260 مؤسسة للذكاء الاصطناعي.
ولم يكن هناك نهاية توقف حجم التطور التي تسعي إليه الصين، فاستطاعت أن تمتلك مايعرف «وادي السيليكون الصيني» منذ عام 2017، معلنين عن خطة صناعية لدفع تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي، متعهدة بزيادة قيمة الصناعات الجوهرية للذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 150 مليار يوان بحلول عام 2020، و400 مليار يوان بحلول عام 2025 لتصل إلى تريليون يوان بحلول عام 2030.
وادي السيليكون ينجح يضم في ضم 250 شركة للذكاء الاصطناعي
وبالرغم من حداثة انطلاق وادي السيليكون، إلا أنه نجح في ضم نحو 250 شركة للذكاء الاصطناعي لديها سبعة آلاف و800 براءة اختراع في هذا المجال، وتأسست نحو 43 في المائة من الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون الصيني، ومن المتوقع أن يكون لديه بحلول 2020، نحو خمس شركات منافسة على الصعيد الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي وأكثر من 500 شركة.
وتشير آخر التقديرات الدولية إلى أن الصين وأمريكا الشمالية، تعدان الفائز الأكبر من دمج الذكاء الاصطناعي في العملية الإنتاجية، إذ سيبلغ إجمالي المكاسب الاقتصادية لهما نتيجة تعزيز الآلة الإنتاجية لاقتصادياتهما بالذكاء الاصطناعي نحو 10.7 تريليون دولار حتى عام 2030، أي ما يعادل نحو 70 في المائة من التأثير الاقتصادي الكلي للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الكوني.
واستمرارًا لسلسة النجاحات المعهودة من الصين، والتي استطاعت جذب انتباه الشأن الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أعلنت شركة «جوجل» المملوكة لـ «ألفابت» أنها ستطلق فريقاً للذكاء الاصطناعي يتخذ من بكين مقراً له، ويركز على كفاءات البحث المحلية على الرغم من أن الصين ما زالت تحجب محرك البحث الأمريكي العملاق.