دفعت مخاوف الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الصين إلي سحب المستثمرين نحو ثلاثة مليارات دولارمن أسهم وسندات الأسواق الناشئة هذا الأسبوع، وفقا لتقديرات مرصد التدفقات التابع لمعهد التمويل الدولي، والتي تناولتها وكالة رويترز.
خروج 6.8 مليار دولار من الأسواق الناشئة
وتشير التقديرات إلى خروج 6.8 مليار دولار من الأسواق الناشئة منذ الخميس الماضي، منها 2.33 مليار دولار فقط يوم الجمعة. ووصف معهد التمويل الدولي في مذكرة منفصلة التدفقات الخارجة من الأسواق الناشئة حاليا بـ “نوبة ذعر التجارة الثانية”، في إشارة إلى نوبة الذعر التي أدت إلى زيادة التدفقات المالية الخارجة من الأسواق الناشئة خلال مايو الماضي.
وشهدت الأسواق الآسيوية بشكل خاص تخارجات كبيرة خلال يوم الجمعة الماضي، وشملت مليار دولار سحبها المستثمرون من الأسهم الصينية، في حين خرجت استثمارات بقيمة 400 مليون دولار من الهند و760 مليون دولار خرجت من تايوان على مدار يومين.
حرب التجارة -وربما العملة- بين الصين وأمريكا تلقي بظلالها على أثرياء العالم، فقد خسر أغنى 500 شخص حول العالم نحو 2.1% من صافي إجمالي ثرواتهم ما يعادل 117 مليار دولار، بعد أن تهاوت الأسهم الأمريكية لتسجل أكبر هبوط لها على مدار العام جراء تصاعد حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق بلومبرج. وتصدر مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس قائمة الخاسرين بعد أن فقد نحو 3.4 مليار دولار نتيجة هبوط أسهم شركته، إلا أنه لا يزال الأغني على الكوكب بثروة تقدر بنحو 110 مليارات دولار.
وبدأت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 آذار/مارس من عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي تسرد تاريخ «الممارسات التجارية غير العادلة» وسرقات الملكية الفكرية. وكرد انتقامي من الحكومة الصينية فقد فُرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي أشهرها فول الصويا.
العريان: على المستثمرين مراجعة استراتيجيات تكوين تلك المحافظ الاستثمارية
نهج جديد ينبغي على المستثمرين اتباعه في تكوين المحافظ الاستثمارية، وفقا لما قاله الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان، في مقال نشر بصحيفة فايننشال تايمز.
وأوضح العريان أنه ينبغي على المستثمرين البدء في مراجعة استراتيجيات تكوين تلك المحافظ الاستثمارية مع تزايد الدور الذي تلعبه العوامل الاقتصادية والسياسية غير المواتية في تحديد تحركات أسعار الأصول، ليطغى على تأثير سياسات البنوك المركزية.
وبعدما ظل المستثمرون لسنوات يعتمدون على البنوك المركزية لمواجهة أي تقلبات في الأسواق. وأضاف العريان أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي لم تشهد حتى الآن تهدئة حقيقية تعنى أن تكوين المحافظ الاستثمارية بناء على المكاسب المتوقعة من زيادة السيولة في السوق فقط سيكون أصعب مما كان في السابق.
رسميًا: أمريكا تصنف الصين دولة “متلاعبة بالعملة”
وصفت الولايات المتحدة الأمريكية بكين كدولة متلاعبة بالعملة، وذلك وفق بيان لوزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أمس، لافتا إلى أن السلطات الصينية أقرت علنا أنها تمارس سيطرة واسعة على سعر صرف اليوان، بعد أن قال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في بيان له إنه “سيواصل اتخاذ إجراءات ضرورية ومستهدفة ضد (سلوك القطيع) الذي قد يحدث في سوق الصرف الأجنبي”.
جاء بيان الخارجية الأمريكية بعد يوم من قرار بنك الشعب الصيني بالسماح لليوان بالهبوط إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ 11 عاما، ليصل دون مستوى 7 يوان مقابل الدولار داخل البلاد وخارجها، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على مزيد من الواردات الصينية إلى بلاده بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من أول سبتمبر. وقال منوتشين إن واشنطن ستخاطب صندوق النقد الدولي “لإلغاء المزايا التنافسية غير العادلة التي نتجت عن الإجراءات الصينية الأخيرة”.
القرار يشكل تنفيذا لتعهد ترامب بتصنيف الصين كمتلاعب بالعملة، في أول اتهام منذ ربع قرن، وفق رويترز. ويتهم مسؤولون أمريكيون بكين منذ فترة طويلة بالتحكم في عملتها لدعم المصدرين، إلا أن تلك هي المرة الأولى التي يجري فيه توجيه اتهام رسمي أمريكي للصين منذ عام 1994.