طور مجموعة من المعلمين المصريين تطبيقًا ذكيًا على الهاتف النقال لخدمة العملية التعليمية، إذ يعتمد تقنيات حديثة كالواقع المعزز والذكاء الاصطناعي في تعلم العلوم (الرياضياتوالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والتاريخ والعلوم الاجتماعية)،
يهدف التطبيق لسد التطبيق المطور الفجوة بين العملية التعليمية والعالم الحقيقي.
أطلق مؤسسو التطبيق عليه اسم إكسبلور آجورا، وهو يوفر بيئة تمنح الأطفال الفرصة لاستكشاف العالم من حولهم والتعلم مما يرونه في حياتهم الحقيقة، فمن خلال التطبيق تحول كاميرا الهاتف النقال أي صورة حول الطفل إلى تجربة تفاعلية، إذ يكفي أن يجري مسحًا للشيء المراد تعلمه مستخدمًا كاميرا الهاتف ليغوص في رحلة علمية جذابة.
فمثلًا إن اختار الطالب تصوير زجاجة مياه بلاستيكية باستخدام التطبيق، سيبدأ إكسبلور آجورا أولًا بالتعرف عليها مستخدمًا تقنية الذكاء الاصطناعي، لتنطلق بعد ذلك رحلة التعلم باستخدام تقنية الواقع المعزز.
فيقدم للطالب معلومات عن جزيئات الماء داخل الزجاجة وما يحدث لحركة الجزيئات عند زيادة الحرارة أو خفضها، أو يمكن الطالب من تعلم تاريخ البلاستيك وتأثيره على البيئة، أو تعلم طريقة قياس حجم الزجاجة ومساحتها وغير ذلك.
وقالت ديمة صرّي المدير التنفيذي للشركة المؤسسة للتطبيق في حوار خاص مع مرصد المستقبل «انطلقت فكرة التطبيق عندما كنا نعمل سويًا كمجموعة من المعلمين في مدرسة واحدة،
وتابعت “ثم لاحظنا فاعلية العملية التعليمية عند ربط العلوم بالعالم الواقعي، فأردنا نقل تجربتنا إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال والمدارس، لذلك قررنا استخدام التقنيات الحديثة لتطوير أداة تعليمية تتيح للطالب أن يتعلم من العالم المحيط به بطريقة مباشرة.»
وأضافت «عملنا لعدة أشهر على تشكيل مفهومنا ونهجنا مع تفاعل قريب مع الأطفال حتى انتهينا إلى أفضل صيغة تدعمها التقنيات الحالية، إذ قررنا إنشاء أداة لفهم البيئة والكائنات المحيطة بالطالب ثم تحويل تلك الكائنات إلى أدوات تعليمية تفاعلية.»
بينت ديمة أن إكسبلور آجورا يرتكز على أن التعلم موجود بالفعل من حولنا، وأننا لسنا في حاجة إلى أن نُجلِس الأطفال في غرفة لمدة ثمانِ ساعات لتعليمهم مفهوم الاحتكاك، بينما يمكننا تعليمهم نفس الدرس عندما يكونون في الهواء الطلق يلعبون كرة القدم.
عمل الفريق المؤسس للتطبيق عن كثب مع الأطفال إذ توصلوا إلى نتائج رائعة بعد اتخاذهم قرار ربط العملية التعليمية بالواقع، ما دفعهم للمضي قدمًا في مشروعهم، فعمدوا إلى اختيار أفضل التقنيات لخدمة غرضهم،
ووقع الاختيار على تقنية الواقع المعزز، لكونها أفضل تقنية متاحة حتى الآن، لأنها تبقي مستخدم التطبيق على تواصل مع العالم الحقيقي، وكان ذلك أهم عنصر بالنسبة لهم.
التطبيق يهدف لاطلاق محتوى خاص بالأعمار من 5 إلى 8 أعوام
يخدم التطبيق الفئات العمرية من 9 إلى 12 عامًا، وفي المرحلة المقبلة سيركز مؤسسو التطبيق على إضافة محتوى خاص بالأعمار من خمسة إلى ثمانية أعوام، ويدعم التطبيق حاليًا اللغة الإنجليزية وستضاف إليه اللغة العربية لاحقًا، وسيكون متاحًا من خلال متجري التطبيقات أندرويد وأي أو إس في نهاية شهر فبراير/شباط 2020.
يخطط الفريق المؤسس إلى تحويل التطبيق مستقبلًا إلى منصة تتيح للأطفال والمعلمين إضافة المحتوى العلمي الخاص بهم، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات مع أكبر عدد من المدارس.
أوضحت ديمة صرّي في حوارها مع مرصد المستقبل عن نموذجهم للأعمال فقالت «يجمع تطبيق إكسبلور آجورا بين عوامل كثيرة أدت إلى وصولنا إلى معادلة النجاح؛ تصميم التطبيق بصورة محببة للأطفال من ناحية الأشكال والألوان، وجعله شبيهًا بالألعاب التي يحبونها، ووجود فريق متخصص بجميع نواحي التطبيق (التعليم، التقنية، التسويق، إدارة الأعمال)،
واستخدام التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن وجود أثر مجتمعي واضح بتوفير أساليب تعليمية جديدة للجميع، فالتطبيق يقدم مجانًا نماذج من المحتوى، ويتيح للمستخدم شراء مزيد من المحتوى العلمي عند الحاجة، وبهذا نكون قدمنا للمستخدمين فرصة تجربة التطبيقوفهم قيمته، قبل الدفع مقابل المحتوى الإضافي.»
وتوجد العديد من التطبيقات الحالية التي تدعم العملية التعليمية وتستخدم تقنية الواقع المعزز لتقديم محتواها للمستخدمين، لكن ما يميز إكسبلور آجورا وفق صرّي «طريقة تصميم التطبيق ومزاياه، فمؤسسو فكرة التطبيق يحرصون على القيمة التعليمية في حد ذاتها، فضلًا عن استخدام تقنية الواقع المعزز بصورة تفاعلية أكثر من أي تطبيق آخر على المستوى المحلي والعالمي.»
إجادة استخدام تقنية الواقع المعزز أبرز المعوقات التي واجهت الفريق
وتحدث صرّي عن المعوقات التي واجهت الفريق في تطوير التطبيق «خلال عملنا على التطبيق واجهنا جملة من المعوقات أبرزها إجادة استخدام تقنية الواقع المعزز وتطويرها، فهي ما زالت تقنية حديثة لم تبلغ سن النضج، بالإضافة إلى توظيف الكفاءات المناسبة للعمل على التطبيق، والحصول على التمويل اللازم.»
ونصح مؤسسو التطبيق في حوارهم مع مرصد المستقبل رواد الأعمال العرب بضرورة إيجاد رؤية واضحة، وتكوين فريق عمل متكامل والعمل ضمن خطة محكمة، مع ضرورة الحصول على رأي المستخدمين وردود أفعالهم خلال مرحلة التطوير للتأكد من تلبية الحل لاحتياجاتهم.
وحصل تطبيق إكسبلور آجورا على العديد من الجوائز، إذ فاز بمسابقة نواة جائزة الإبداع المصرية لريادة الأعمال، والتي أقيمت خلال الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في الإسكندرية عام 2019، وحاز على المركز الأول في مسابقة كأس إفريقيا للتطبيقات والألعاب الإلكترونيةالتي أقيمت خلال قمة رايز أب.
ومنح التكريم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال منتدى الشباب العالمي في شرم الشيخ في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019.
وحصد التطبيق على المركز الأول في قمة فيستد العالمية في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، وهي حدث ريادي عالمي يهتم بتقديم حلول إبداعية وأكثر واقعية ذات تأثير مجتمعي، بالإضافة إلى فوز التطبيق بمسابقة هاكثون للابتكار التي نظمتها شركة فودافون مصر في سبتمبر/أيلول عام 2019.