الفشل هو مرحلة يمر بها كل الرياديين في الطريق نحو النجاح، فريادة الأعمال هي مسار طويل من التجارب والسقطات المختلفة، والتي الطريق للوصول الرياديون إلي نقطة غير متوقعة في البداية تخطت أحلامهم المرسومة في أذهانهم ، فالفشل لدى ريادي الأعمال يعني فقط تغيير فى الأولويات، إلا أن البعض يعتبر الأرباح أهم ما تنادي به ريادة الأعمال والحقيقة عكس ذلك.
وتنادي ريادة الأعمال بإيجاد فرص جديدة وأفكار جديدة وثقافة جديدة ومواصلة الرحلة فى مجال ريادة الأعمال، ويعتقد شومبيتر أن القدرة على تحمّل الفشل ثم النهوض من وسط الركام للفوز في المعركة، هي أحد اهم خصائص روّاد الأعمال.
الصبر
ويعتبر السلاح الذي يواجه به رجل الاعمال سقطاته هو الصبر فنجد الكثير من رواد العمل، خاصة في البدايات تجدهم مصابين بالإحباطات، فلو علمنا بأن أغلب أصحاب الأعمال يفشلون عشر مرات مقابل نجاح وحيد فإن الالتزام بالعمل الجاد و الخروج من التجارب غير الناجحة يتطلب الصبر و الالتزام بالعمل الجاد و المحاولة مرة تلو مرة، و لذا تجد البعض و بعد فترة وجيزة من العمل يتجه للبحث عن الوظيفة أو الدخول في مشروع عمل آخر بسبب ملله من العمل الحالي المصاحب لصورة ضبابية للمستقبل يجعل من الظنون من الفشل تلاحقه. فلا يصبر حتى يصل للنجاح فإن كان النجاح سهلاً لما عرفنا له قيمة ، ولكنه الغاية التي يحصل عليها الريادي نتيجة الإيمان والإصرار عليه مهما كانت الظروف.
لسقوط بين الحين و الأخر هو أمر محتمل و طبيعي هنا، بعض رواد الأعمال الناجحين كانت بدايتهم كارثية في هذا الميدان فقد تعرضوا أكثر من مرة للإفلاس أو قرروا إغلاق شركاتهم لأنها فاشلة من ناحية الفكرة و الإنتشار و تعلموا من السقطات السابقة ثم عادوا بقوة من ناحية النموذج الناجح الذي جعلهم الآن مشهورين و محط أنظار العالم كأناس ناجحين و مؤثرين.
المتغيرات خارجة عن الأرادة
قد تجد متغيرات طارئة وخارجة تمامًا عن إرادة الشركة في فعلها فعلى سبيل بسبب قرار مفاجئ عالمي او محلي أدي إلى .المتغيرات المالية في الاسواق (متغيرات في أسعار المواد بشكل عام )،أو عدم ألتزام الشركات الساندة (العاملة) في المشروع، أو حدوث أزمة في السوق قد يسبب هذا خسارة كبيرة وبشكل خاص انت في بداية عملك فقد لا تتحمل هذا الخسارة ولكنك كرائد أعمال يجب أن تكون الحرباء تواجه تتلون معاها وتتكيف مع الظرف الحالي وتدرسه جيدا لتقف من جديد .
ووضع موجع أراجيك عدة إحباطات أخرى تواجه رائد الأعمال في بداية مسيرته العمليه وهي :
سوف تشعر بالألم
كل شخص ناجح قد مرَّ بتلك المحطة “محطة الألم”، الألم هو الركيزة الأساسية والضريبة الأولى لرحلة النجاح، لن يأتيك النجاح حيث تجلس مُرتاحًا، فكل قصة مؤلمة هي بداية ناجحة، يُعد كل يوم بمثابة فرصة جديدة لتطوير المهارات أكثر ولتقليل مقدار الألم، لكن لا تقلق من الضغط الحاصل عليك، فهو أفضل مَا يدفعك للأمام، يُمكنك أن تتخذ رفيقًا بالرحلة حتى يقل مقدار الألم أيضًا.
سوف تيأس باستمرار
الطريق طويل وخطر، هل سأتمكن من الوصول؟.. فبالطبع سوف تسأل نفسك هذا السؤال في أكثر اللحظات تخبطًا، فهذه ثاني محطة من محطات الإحباط، الحاجة إلى التخلي عن جميع الأعمال حتى يتوقف الإحساس بالضعف واليأس والضياع، تُصيبك لحظات اليأس في الغالب في الأوقات التي ينبغي عليك فيها الإمساك بزمام الأمور، واستعادة السيطرة على قدرتك على مواصلة العمل مجددًا، يجب أن تُعِد نفسك عقليًا لمحاربة هذا الصوت الذي يصرخ بعقلك، والذي يشتد صراخه وتأثيره في لحظات الكسل والضعف “اهرب فالأمور مُعقَّدَة. كفاك عذابًا” فهل ستهرُب؟
سوف تفقد مُعظم علاقاتك
سوف تخسر ثلاثًا: – من يكرهون نجاحك – من اقتطعت من أوقاتك معهم – من لا يؤمنون بأفكارك.
هناك دومًا ضريبة للنجاح كلما ازداد نجاحك، كلما ازداد عدد الأفراد الذين لن يرغبوا أبدًا في هذا النجاح، وبالتالي في مساعدتك من الأساس، يحتاج النجاح إلى قدرٍ هائلٍ من الجهد والتضحية، وبالتالي الوقت هذا الوقت المُضاف إلى رحلتك الشاقة بالطبع سوف يُخصم من رصيد الأفراد الذين اعتدت الجلوس معهم وودُّهُم، لذا لن يكونوا شاكرين لك هم أيضًا. بالطبع ليس الجميع سواء، فالرفقاء الحقيقيون سوف يتفهمون ويدعمون تلك التضحيات بصدر رحب.
سوف تفقد أيضًا علاقاتك مع أولئك الذين لا يؤمنون بأفكارك ومعتقداتك، ولا يشاركونك فيها بدعم وحماس، فكلما اقتربت من القمة أكثر، كلما ضاق عليك الطريق وانفض الداعمون من حولك. انتبه، فالقليل فقط من يصل.
سوف يسعى الجميع لإحباطك
هناك حكمة قديمة تقول: احتضن أحلامك قويًا إلى صدرك؛ لأنّك لو تشاركتها سوف يسلبها منك الطامعون والرافضون.
العقل البشري يميل دومًا إلى التفكير السلبي، والتفكير السلبي معدي جدًا، عندما تسير في طريق لا يسير فيه الكثيرون، سيكون لديك جمهور كبير من الناس محدودي البصيرة في محاولة منهم لثًنيِك عن تحقيق أحلامك، هؤلاء سوف يغرسون الكثير من الخوف بداخلك، سوف يُقلِّلون بداخلك الأمل حتى ينعدم تمامًا، وسوف….، وسوف…. إلى أقصى ما تتخيَّل.
كُن في مأمن من هذه التأثيرات السلبية. كيف؟ اعمل بهدوء ودع نجاحك يتحدث عنك، فهذا طريقك…، وهذا قرارك.
سوف يكرهك الآخرون بلا سبب
لماذا يكره الناس نجاح الآخرين ويتمنون فشلهم؟ لكن الجواب سهل وبديهي. “أنا فاشل وأنت يجب أن تكون كذلك”.
لن يُفَكِّر في المحاولة بينما سَيكره محاولاتك! فأنت تَحُقِّق ما فشل هو فيه وأراده بشدة، هو خائف من نجاحك أنت؛ لأنّ فشله لا ينبع من عدم المحاولة، إنّما من عدم الإصرار على المحاولة.
“كن فاشلاً مثلي”
الحقيقة هي: – الناس لا تميل إلى حب ودعم الأفراد الناجحة، فهناك نسبة معينة من الناس لن يحبوك مهما فعلت، تدرَّب على التعامل بمرونة مع هؤلاء الناس لتزداد خبرتك بالتواصل مع الناس، ولتغذَّي لديك دوافع النجاح، فالنجاح دومًا خير مُنتقم. لذا دع أعداءك يجعلونك عظيمًا.
سوف يساورك الشك بنفسك
بنسبة تسع مرات من أصل عشر عندما تبدأ مشروعًا جديدًا، سوف تشعر – من حين لآخر – بالعجز التام، سوف تشك في كل شيء، في نفسك، وفي إحساسك تجاه الأمور، وفي قراراتك وحتى في قدراتك، لن يدع الشك مكانًا إلاّ وقد أضعفه، فما مدى مقاومتك للأمر؟
كل أنواع الشك تخلق صراعًا داخليًا حول ما عليك القيام به للمضي قدمًا، أنت تشك بكل شيء؛ لأنّك لا تريد اتخاذ قرارات خاطئة لكن لا تقلق، لا يوجد هناك أخطاء كارثية، كل ما في الأمر هو وجود ما يُسمَّى بالمُستجدات، لا تَتخِّذ الشك بالنفس رفيقًا؛ لأنّ الشك بالنفس وتأخير القرارات عندما يقترنان بطريق النجاح يفسدانه. لذا في رحلتك، ثق أنّه ليس هناك مشكلة هادمة لرحلة النجاح من قرار خاطئ واحد، هناك عثرات ربما كبيرة بما يكفي لإحداث عدم ثقة بالنفس، لكنَّك لن تلبث أن تُعاوِد مجددًا لتكتشف أنّ تلك العثرة قد زادت من معرفتك وخبراتك بالأمور.
هنيئًا لك، لقد تقدمت وأدركت أن هناك طريقًا خاطئًا لا يُمكنك السير فيه أثناء رحلتك،. هذه المرحلة لا يُمكن تفاديها في رحلة النجاح، لذا تجاوز تلك المحنة فحسب.
سوف تفشل بالفعل
هنيئًا لك يا صديقي مرة أخرى، أنت في آخر محطة لتلك الرحلة. أنت فشلت!
لمخاطرة هي قلب أي مسعى لتحقيق النجاح، عليك اتخاذ قرارات خطرة لكي تفشل! فالفشل أول طريق النجاح. بالطبع لكل هدف ظروفه وربما ينجح من المرة الأولى لكن الأمر ضعيف الاحتمال، عندما تسعى نحو النجاح، ستواجه قرارات محفوفة بالمخاطر ربما خطر الانتقاد، أو الإهانة، أو حتى الخسارة المادية، لكن لا داعى للخوف سيكون هناك فترة لالتقاط الأنفاس والبدء من جديد، تحلَّى بالثقة والأمل. المكافآت في النهاية ستكون كبيرة، لذا لا تيأس من حجم الثمن المدفوع في المقابل، سوف تفشل، وسوف تنهض. لكن عندما تنهض سوف تعلم ما هو الاتجاه الصحيح.
وفي النهاية: – سوف تنجح يا صديقي
تلك هي اللحظة الوحيدة التي ستُدرِك فيها أنّ الأمر يستحق العناء حقًا، ستُدرك أنّ كل ما فعلته كان صحيحًا، فكِّر في جميع الإيجابيات بالرحلة، كن فخورًا بما فعلت وبما حصدت لقد استطعت الجمع بين الأفكار والقرارات والمواقف بشكل جيد. لذا ستنظُر إلى صراعاتك السابقة من منظور مختلف.
يبدأ كل شيء عندما تُقَرِّر وينتهي عندما تسعى…ومن يدري، لعل أفكارك تؤثر في العالم، فالأفكار هي الجائزة الكبرى من تلك الرحلة الطويلة وليس المال أو الشهرة. أليس هذا ما سعيت إليه؟ أليس هذا ما أردت؟ ترك بصمة أو إحداث تغيير، ستعلم أهمية ما فعلت من مدى تأثيره على الآخرين، وعلى حيواتهم، وعلي مدي كونهم مُمتنِّين لذلك، ستجد أنّ كل هذا يستحق العناء، وأنّ وجهتك المقصودة ليست مكانًا، إنما شعورًا رائعًا بالانتصار.