القاهرة – 18 ديسمبر 2025:
أعلنت المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي (BII) عن استثمار بقيمة 37 مليون دولار في محطة أبيدوس الثانية للطاقة الشمسية ونظم تخزين البطاريات بمحافظة أسوان، في خطوة تعكس تصاعد اهتمام المؤسسات الدولية بدعم تحول مصر إلى مركز إقليمي لتوليد وتجارة الطاقة النظيفة.
استثمار استراتيجي في بنية الطاقة المستقبلية
يأتي الاستثمار ضمن مشروع تبلغ تكلفته الإجمالية 737 مليون دولار، وتقوم بتطويره شركة أيميا باور، ويُعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية المتكاملة مع أنظمة تخزين البطاريات (BESS) في القارة الإفريقية، بما يعزز موثوقية إمدادات الكهرباء ويدعم استقرار الشبكة القومية.
قدرات إنتاجية ضخمة وأثر بيئي ملموس
تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 1 جيجاوات من الطاقة الشمسية، إلى جانب نظام تخزين بطاريات بسعة 600 ميجاوات/ساعة. ومن المتوقع أن تنتج المحطة نحو 2,910 جيجاوات/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا، مع تجنب انبعاثات تُقدّر بنحو 1.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
تمويل دولي يعكس ثقة المستثمرين في سوق الطاقة المصري
يحظى المشروع بدعم تحالفي من مؤسسات تمويل دولية كبرى، من بينها مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وكاسا ديبوزيتي إي بريستيتي الإيطالية، وبنك التنمية الهولندي، والمؤسسة الألمانية للاستثمار والتنمية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، وبنك أوروبا العربي، ما يعكس تنامي ثقة المستثمرين في البيئة الاستثمارية المصرية.
اتفاقية شراء طاقة طويلة الأجل ودعم التصنيع الأخضر
وبموجب اتفاقية شراء طاقة تمتد لـ 25 عامًا مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، سيوفر المشروع كهرباء مستقرة ومنخفضة التكلفة للقطاعات السكنية والصناعية، بما يدعم توجهات التصنيع الأخضر، ويعزز تنافسية قطاعات التصدير واللوجستيات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
اقتصاد المنصات والطاقة كخدمة
يعكس المشروع تحول سوق الطاقة في مصر من نموذج الإنتاج التقليدي إلى نموذج الطاقة كمنصة (Energy as a Platform)، حيث تلعب مشروعات التخزين والربط الذكي دورًا محوريًا في تمكين الشركات الصناعية من الوصول إلى طاقة نظيفة وموثوقة، بما يفتح المجال أمام نماذج أعمال جديدة في مجالات الهيدروجين الأخضر وسلاسل القيمة منخفضة الكربون.
تصريحات رسمية: تمويل المناخ كقاطرة للنمو
وقالت شيرين شهدي، مدير مكتب مصر والمدير الإقليمي لشمال أفريقيا في BII، إن مشروع أبيدوس يجسد التزام المؤسسة بتمويل المناخ ودعم التحول الطاقي في مصر، مؤكدة أن الاستثمارات واسعة النطاق في الطاقة المتجددة تسهم في خلق فرص عمل وتعزيز أمن الطاقة وترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للنمو المستدام.
محفظة متنامية تعزز موقع مصر إقليميًا
ينضم مشروع أبيدوس الثانية إلى محفظة BII المتنامية في مصر، والتي تشمل مشروعات بارزة مثل ARC للطاقة الشمسية، ومزرعة رياح خليج السويس، ومشروع أوبيليسك، بما يعزز دور مصر كنقطة ارتكاز إقليمية للاستثمارات المناخية والطاقة النظيفة في أفريقيا والشرق الأوسط.
خلاصة للمستثمرين: يؤكد هذا الاستثمار أن قطاع الطاقة المتجددة في مصر لم يعد مجرد قطاع خدمي، بل منصة استثمارية متكاملة تدعم الاقتصاد الأخضر، وتوفر فرصًا واعدة للشركات ورواد الأعمال والمستثمرين المؤسسيين الباحثين عن نمو مستدام طويل الأجل.










