يشهد العالم في المرحلة الراهنة تحولات اقتصادية كبرى تنذر بولادة نظام عالمي جديد، وفق ما أكده الدكتور
محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030،
خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي بحضور كل من أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام،
وعبد العظيم حماد، رئيس شركة مدينة الإنتاج الإعلامي.
تحولات تطيح بالنظام القديم
أوضح محيي الدين أن دولًا كانت تُعتبر في السابق مهمشة أو خاضعة للاستعمار، أصبحت اليوم في صدارة المشهد الاقتصادي العالمي،
مثل دول رابطة الأسيان وسنغافورة. وأشار إلى أن نظام “بريتون وودز”، الذي صاغ ملامح الاقتصاد العالمي عقب
الحرب العالمية الثانية، انهار فعليًا منذ سبعينيات القرن الماضي مع قرار الولايات المتحدة وقف ربط الدولار بالذهب.
وأضاف: “لم يعد هناك ما يسمى بالعالم الثالث، فالعالم الثاني انهار مع سقوط الاتحاد السوفيتي، والعالم الأول فقد كثيرًا
من هيمنته الاقتصادية”، مؤكدًا أن الخريطة الاقتصادية العالمية تعيد رسم نفسها بعيدًا عن التصنيفات التقليدية.
إصلاح المؤسسات الدولية
ولفت محيي الدين إلى أن المؤسسات الاقتصادية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي،
تمر حاليًا بمرحلة تطوير شاملة لمواكبة هذه التحولات، إذ لم تعد الأطر القديمة قادرة على استيعاب ديناميكيات الاقتصاد الجديد.
الصين في صدارة المشهد
توقع محيي الدين أن تتصدر الصين الاقتصاد العالمي خلال العقد المقبل، بعدما حققت بالفعل تقدمًا بارزًا في
64 مجالًا استراتيجيًا تشمل الاستدامة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وأضاف أن الصين تفوقت على الولايات
المتحدة في نحو 60 مجالًا من تلك المجالات، مما يعزز مكانتها كقوة اقتصادية رائدة على الساحة الدولية.













