في عالم الاقتصاد الذي لا يهدأ، لا يصمد فيه سوى من يملك رؤية تتجاوز الحاضر، وخبرة تتقن فن إدارة التحول في لحظات التغيير. ويبدو أن طارق فايد، الرئيس التنفيذي الجديد للمصرف المتحد بدءًا من سبتمبر 2025، ينتمي إلى هذه الفئة القليلة من القادة الذين يصنعون التاريخ لا يكتفون بتفسيره.
رحلة فايد، من مقعد القيادة في بنك القاهرة إلى سدة المسؤولية في المصرف المتحد، ليست مجرد انتقال وظيفي؛ بل بداية فصل جديد يُرتقب أن يحمل بصمات التحول، والابتكار، والنمو.
مسيرة مهنية مشبعة بالتحول والإنجاز
بدأ فايد مسيرته المهنية من مؤسسات مصرفية دولية مثل سيتي بنك والبنك المصري الأمريكي، وتقلد مناصب في مجموعة سامبا السعودية والمصرف العربي الدولي.
لكن المحطة الأبرز كانت في البنك المركزي المصري منذ عام 2008، حيث شارك في تطوير منظومة الرقابة المصرفية، وإدخال أدوات مثل نظم الإنذار المبكر وتطبيق مقررات بازل 3، وإصدار أول تقرير للاستقرار المالي في مصر.
تحول استثنائي في بنك القاهرة
عند توليه رئاسة بنك القاهرة عام 2018، بدأ فايد مسيرة تغيير حقيقية:
- ارتفاع الأصول من 147 مليار جنيه في 2017 إلى 450 مليار جنيه في 2024.
- نمو الأرباح بنسبة 120% في النصف الأول من 2024.
- زيادة الودائع إلى 315 مليار جنيه، والقروض إلى 202 مليار.
- توسع كبير في الخدمات الرقمية، مع أكثر من 800 ألف مستخدم نشط.
المصرف المتحد.. قاعدة صلبة وبداية جديدة
ينتقل فايد إلى المصرف المتحد في ظل مؤشرات مالية قوية:
- صافي أرباح 1.5 مليار جنيه في النصف الأول من 2025 (+27%).
- المركز المالي: 895 مليار جنيه.
- نمو الودائع إلى 697 مليار، والقروض إلى 359 مليار.
- العائد على الأصول: 3.8%، وعلى حقوق الملكية: 24%.
رؤية فايد تجمع بين الحداثة والانضباط، وبين الربحية والشمول المالي. ومع خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا، تبدو قيادته للمصرف المتحد بداية لفصل مصرفي جديد يُنتظر أن يحمل بصمات الابتكار والتحول.
نظرة مستقبلية
مع قاعدة رأسمالية قوية، وفريق إداري متكامل، وتقنيات رقمية متطورة، يبدو المصرف المتحد مهيأً لمرحلة صعود قوية تحت قيادة طارق فايد. وهو ما يجعل الأوساط المصرفية تترقب الأداء المالي والتشغيلي للبنك خلال الفترة المقبلة، خصوصًا في مجالات الخدمات الرقمية، ودعم المشروعات الصغيرة، والتوسع في حلول التمويل الأخضر.
هكذا، تلتقي الخبرة الطويلة لطارق فايد، مع قاعدة مالية صلبة، في مشهد مصرفي يتأهب لبداية جديدة.
فمن صانع التحول في بنك القاهرة، إلى مهندس النمو في المصرف المتحد.. تستمر الرحلة.












