في خطوة غير مسبوقة، شنت إسرائيل غارة جوية على قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة أعضاء بارزين في المكتب السياسي مثل خليل الحية وظاهر جبارين.
وتسببت الانفجارات، التي وقعت قرب الساحل، في إثارة الذعر بين السكان، دون تسجيل إصابات مؤكدة حتى لحظة
رد الفعل الفوري: موجة ذهبية وصعود أسعار النفط
قفزت أسعار النفط والذهب فورًا بعد الإعلان عن الضربة، حيث اقترب النفط من 67 دولارًا للبرميل، فيما سجل الذهب أعلى مستوياته التاريخية.
ويعكس ذلك لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، وسط مخاوف من تصعيد واسع قد يهدد استقرار الخليج.
تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد حاجز الـ220 مليار دولار في عام 2025. ويبلغ نصيب الفرد من هذا الناتج نحو 72 ألف دولار سنويًا وفقًا للأسعار الاسمية، بينما يتجاوز 118 ألف دولار سنويًا عند احتسابه بطريقة تعادل القوة الشرائية (PPP)، ما يضع قطر بين أعلى الدول من حيث دخل الفرد عالميًا.
ويُعد الغاز الطبيعي حجر الزاوية في الاقتصاد القطري، إذ تحتل البلاد المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الاحتياطات، بنحو 850 تريليون قدم مكعب، بما يعادل نحو 12% من إجمالي الاحتياطي العالمي. ويصل إنتاجها السنوي إلى حوالي 180 مليار متر مكعب، ما يجعلها سادس أكبر منتج عالميًا. وتستند هذه القدرة الإنتاجية الهائلة إلى حقل “North Dome”، الذي تتقاسمه مع إيران، ويُعد أضخم حقل غاز طبيعي في العالم.
إلى جانب قطاع الطاقة، تشهد قطر نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة، حيث استقبلت أكثر من 5 ملايين زائر دولي في عام 2024، بزيادة قدرها 25% عن العام السابق، ما ساهم في تحقيق إيرادات سياحية بنحو 40 مليار ريال قطري (حوالي 10.7 مليار دولار). وتدعم هذه الديناميكية الاقتصادية منظومة مالية قوية، في مقدمتها صندوق الثروة السيادي القطري، الذي تُقدّر أصوله بين 530 و560 مليار دولار، مما يضعه ضمن أقوى عشرة صناديق سيادية في العالم.
في ظل هذا الزخم الاقتصادي، فإن أي توتر أمني أو تصعيد عسكري – كالضربة الأخيرة التي طالت العاصمة القطرية – قد يُعطي إشارات فورية وحساسة للأسواق العالمية، خصوصًا أسواق الطاقة والمعادن النفيسة كالذهب، التي تُظهر حساسية مضاعفة تجاه المخاطر الجيوسياسية في مناطق إنتاج الغاز والنفط.
التوتر في الطاقة: هل قطر على خط النار؟
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، وتُعد من أبرز المصدرين عالميًا. وتثير أي تهديدات للأمن في الدوحة مخاوف على مستوى الإمدادات،
خاصة وأن حقل “North Dome” المشترك مع إيران يُعد الأكبر عالميًا.
ومع ذلك، لم تسجل الأسواق رد فعل مبالغ فيه، نظرًا للمرونة العالية لدى المنتجين الآخرين مثل السعودية والإمارات، وقدرتهم على تعويض أي اضطرابات قصيرة الأجل.
نظرة أوسع: اتجاهات السوق في ظل الأزمة
أ. تغيّر عقلية السوق
أصبح المستثمرون أكثر نضجًا، إذ لم تعد كل أزمة شرق أوسطية تقود تلقائيًا إلى ارتفاعات جنونية. يُقيّم السوق الآن المخاطر بناءً على التأثير الفعلي على سلاسل التوريد.
ب. توفر البدائل
مع تطوير مسارات تصديرية بديلة للنفط، أصبح التأثير المحتمل لأي أزمة إقليمية أقل حدّة. إضافة إلى ذلك، تعتمد بعض الدول على تحوطات مالية مسبقة لتقليل التعرض.
ج. الضغوط التضخمية
أي ارتفاع كبير في أسعار الطاقة قد يدفع بموجة تضخمية عالمية، خاصة في قطاعات الشحن والصناعة. كل 10 دولارات زيادة في سعر النفط قد تعني زيادة 0.2% إلى 0.3% في معدل التضخم.
السيناريوهات المحتملة
| السيناريو | التأثير المتوقع |
|---|---|
| حصر التصعيد داخل قطر | ارتفاع محدود ومؤقت في أسعار النفط والذهب |
| توسع الصراع لدول أخرى | قفزة حادة في الأسعار وتهديد سلاسل الإمداد |
| ردود فعل إقليمية عنيفة (إيران مثلاً) | ارتفاع النفط إلى 100–150 دولار للبرميل |
الضربة الإسرائيلية في قطر تمثل اختبارًا حساسًا للأسواق العالمية. وبينما كانت ردود الفعل الأولية قوية، يبقى المسار القادم رهينًا بتطوّر الأحداث.
هل سيبقى الأمر حادثًا معزولًا؟ أم أن المنطقة تدخل عهدًا جديدًا من صراعات الطاقة؟
الإجابة لا تزال في طور التشكّل.













