عند مفترق الطرق بين الجهاز والبرمجية تتشكل خارطة جديدة للاقتصاد الرقمي. هناك شركات لا تقاس بثمن منتجاتها فحسب،
في هذه المعركة تؤدي أبل ومايكروسوفت دورين مختلفين:
- الأولى صانعةٌ للأجهزة ونظام بيئي استهلاكي ضخم،.
- والثانية مزوّدٌ للبُنى التحتية والخدمات السحابية ذات الهامش العالي.
التقرير التالي يستعرض أرقام السنتين الماليتين الأخيرتين، ويقارن بين نموذجَي العمل، وينقد نقاط القوة والضعف مع الاعتماد على مصادر رسمية وتقارير مالية معروفة.
مؤشرات الأداء الأساسية: حجم الإيرادات والأرباح
إيرادات أبل : حقّقت أبل صافي مبيعات إجمالي كبيرًا خلال عام 2024،
وتظهر تقاريرها الرسمية المدرجة في ملفها السنوي أرقام مبيعات قوية تعكس استمرار جذب منتجات الأجهزة والخدمات.
إيرادات مايكروسوفت: أعلنت مايكروسوفت عن إيرادات سنوية تجاوزت 245 مليار دولار مع نمو سنوي معتبر خلال عام 2024.
كما سجلت الشركة ارتفاعًا ملحوظًا في الدخل التشغيلي، وفق تقاريرها السنوية والرسائل الموجهة للمستثمرين.
ملاحظة: أبل تُعلن وفق سنتها المالية المنتهية في سبتمبر، بينما مايكروسوفت تعتمد نهاية يونيو للسنة المالية،
لذا قد يوجد اختلاف في تقسيم الفترات عند المقارنة الزمنية).
هامش الربح الإجمالي وصافي الربحية
تسجل أبل هامش ربح إجمالي يقارب منتصف الأربعينيات بالمئة في 2024، وهو مستوى مرتفع نسبيًا لقطاع الأجهزة
لكنه يظل أقل مقارنة بأنشطة البرمجيات الصرفة.
أما مايكروسوفت فتتمتع بهامش ربح إجمالي أعلى نتيجة اعتمادها على البرمجيات والخدمات السحابية،
وهو ما يمنحها قدرة أكبر على تحويل الإيرادات إلى هوامش تشغيلية قوية.
باختصار: أبل تحقق إيرادات أكبر، بينما مايكروسوفت تحقق هوامش أفضل.
المصروفات التشغيلية وأثرها على صافي الربح
تنفق أبل مليارات على البحث والتطوير وسلاسل التوريد وإدارة المتاجر،
ما يقلل من سرعة تحويل الإيرادات إلى أرباح صافية لكنها تحافظ على قوة مالية لافتة.
في المقابل، تستثمر مايكروسوفت بكثافة في مراكز بيانات وبنية سحابية،
خاصة مع اندفاعها نحو الذكاء الاصطناعي، لكن هذه النفقات تولّد عوائد طويلة المدى من خدمات الاشتراك.
صافي الدخل: من يحوّل الإيرادات إلى أرباح؟
أبل تحافظ على صافي دخل ضخم مدفوعًا بقوة علامتها الاستهلاكية،
فيما تسجل مايكروسوفت زيادات سنوية متواصلة بفضل نمو قطاع السحابة والاستحواذات.
تقارير الشركات السنوية تؤكد أن كلا العملاقين يحافظان على جاذبية عالية للمستثمرين.
النماذج الاقتصادية: الأجهزة مقابل الخدمات السحابية
- Apple: تحكم في التصميم وسلسلة التوريد، إيرادات مباشرة من الأجهزة، ونمو في الخدمات.
التحديات تشمل ارتفاع التكاليف وحاجة دائمة للتجديد المنتجّي. - Microsoft: إيرادات متكررة من الاشتراكات، هامش مرتفع، وقابلية للتوسع عبر السحابة.
التحديات تكمن في المنافسة والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية.
أثر الذكاء الاصطناعي والاتجاهات المستقبلية
مايكروسوفت عززت موقعها عبر استثمارات في OpenAI وتوسيع قدرات Azure،
فيما ركزت أبل على دمج الذكاء الاصطناعي داخل أجهزتها وخدماتها مع التركيز على الخصوصية والتعلم المحلي.
النتيجة: كلاهما يستفيد من الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي،
لكن طبيعة العائد تختلف حسب النموذج: سحابي مقابل استهلاكي.
المخاطر والمحددات
- البيئة التنظيمية والضريبية وتأثيرها على النتائج (مثل قضايا أبل الضريبية).
- ضغوط النفقات على مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي بالنسبة لمايكروسوفت.
- المنافسة مع عمالقة آخرين مثل جوجل وأمازون ونفيديا.
توصيات
للمستثمرين: التنويع بين أبل (تدفق نقدي قوي) ومايكروسوفت (هوامش مرتفعة) يقلل من المخاطر.
للمؤسسات: تبني استراتيجيات هجينة (edge + cloud) يحقق مرونة أعلى.
للمشرّعين: صياغة أطر واضحة لحوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي ستشجع الاستثمار وتوازن بين الابتكار والحماية.













