رواد الأعمال في زمن ما قبل انتشار الإنترنت وعصر التواصل من خلال الأمريكان إكسبريس.. هذا ما جسدته لنا تجربة بول أنطاكي مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة بريميوم كارد، والذي سبق فكره البنوك والشركات الشبيهة ليقود تجربة شيقة عام ٢٠٠٠ داخل السوق المصرية.
قال بول أنطاكي رئيس مجلس إدارة شركة بريميوم إنترناشيونال لخدمات التمويل، إن نجاح أي فكرة أو مشروع يعتمد في الأساس على الإيمان بالفكرة والتي قد تكون في وقت ما مجرد حلم، مشيرًا إلى أن «بريميوم كارد» بدأت وما زالت بطاقة ائتمان تجارية، لكن مع صدور القانون الجديد لهيئة الرقابة المالية في عام 2019 تمت تسميتها «بطاقة مدفوعات» لتتميز عن البطاقات الائتمانية للبنوك.
سداد أقساط المنتجات 10 شهور بدون فوائد
وتعتبر «بريميوم كارد» بطاقة تقسيط تجارية لا تتيح إيداع أو سحب الأموال، وإنما تستخدم في شراء المنتجات والخدمات، بحيث يتم سداد أقساط هذه المنتجات على 10 شهور بدون فوائد، حيث أنها تتميز بسرعة الحصول على المنتج من البائع، وتقوم الشركة بخصم الأقساط من الراتب الشهري لمستخدم البطاقة كل شهر.
وأشار إلى أن «بريميوم» تتواصل مع الشركات لمنح هذه الميزة للموظفين، على أن يتم خصم الأقساط من الراتب الشهري للموظف، لافتاً إلى أن «بريميوم» لاقت صعوبة في التعامل مع الشركات في بداية انطلاقها عام 2002، حيث كانت الشركات تتخوف من أن يترك الموظف العمل بالشركة مما يجعل عبء أقساط المنتجات يقع على كاهل الشركة، إلا أن «بريميوم» رفعت الأعباء المالية عن كاهل الشركات على أن يقوم الموظف بتقديم الضمانات الكافية.
أوضح «أنطاكي» أن الصعوبة الثانية تمثلت في إقناع التجار بتحمل تكلفة الأموال الناتجة عن عملية التقسيط بدون فوائد وهامش ربح «بريميوم»، وهو ما استغرق من عام 2000 حتى عام 2002 لإقناع أول 50 تاجر بهذه الفكرة، مشيرًا إلى أن وسيلة تواصل التجار مع الشركة كانت عن طريق ماكينات أمريكان اكسبريس، حيث يجري التاجر اتصالاً بالشركة لمعرفة رصيد البطاقة ومنح المنتج للمستهلك.
بداية الانتعاش لـ « بريميوم كارد »
ومع انتشار الفكرة بدأ التجار في المقارنة بين المبيعات النقدية «الكاش» والمبيعات من خلال بريميوم، حيث وجدوا أن مبيعات بريميوم تصل لـ 2.7 مرة مقابل المبيعات النقدية، وهو ما شجع التجار على التعاقد مع الشركة، بحسب رئيس الشركة.
في عام 2009 حصلت بريميوم كارد على أول قرض من البنك العربي الأفريقي بقيمة 5 ملايين جنيه، وفي عام 2014 وصلت قيمة القروض إلى نحو 100 مليون جنيه، لافتاً إلى أن الشركة قامت بعملية توريق بقيمة 2 مليار جنيه في أخر 2019 وتنتهي أواخر العام الجاري، وفقاً لأنطاكي.
250 مليون جنيه إجمالي التسهيلات الائتمانية من البنوك
وأوضح أن إجمالي التسهيلات الائتمانية من البنوك وصلت لنحو 250 مليون جنيه، ومن الممكن أن تقوم الشركة ببرنامج توريق جديد يبدأ من 2022، مؤكداً أن هذه الخطط تتوقف على وضع كورونا في مصر.
تعاقدنا مع 800 شركة تضم 160 ألف عميل
وذكر أن عدد الشركات التي تعاقدت معها بريميوم كارد وصلت إلى نحو 800 شركة، لنحو 160 ألف عميل قائم حالياً، مشيراً إلى أن إجمالي الكروت التي طرحتها الشركة منذ تأسيسها تخطت 250 ألف بطاقة.
أشار إلى أن الشركة تعمل خلال العام الحالي على إطلاق مشروع متكامل للأفراد، خاصة في ظل توافر الوعي الكامل لدى الأفراد بأهمية الدفع الالكتروني، وتوافر أي سكور، وتوجه الدولة نحو الرقمنة والشمول المالي، كما تستهدف الشركة إطلاق تطبيق من خلال الهاتف المحمول ليكون بديلاً للبطاقة، والتقديم من خلال الأبلكيشن للحصول على كارت بريميوم.
أوضح أن الشركة تنتظر موافقة البنك المركزي المصري للحصول على خدمة التوقيع الالكتروني.
نوه بأن تفشي فيروس كورونا أثر على مستهدفات الشركة من حيث إطلاق بطاقات جديدة، خاصة في ظل عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، حيث حققت الشركة نمواً بنسبة 11% مقارنة بمستهدف نمو يبلغ 35% في الوضع الطبيعي، وهو ما دفعنا إلى دراسة العمل على إطلاق بريميوم للأفراد لتعويض الفرق في النمو والمبيعات.
قال بول أنطاكي إن حجم أعمال الشركة يبلغ حالياً 1.1 مليار جنيه بنهاية 2020، مقابل مليار جنيه بنهاية 2019، مؤكداً أن الشركة تستهدف الوصول بحجم الأعمال إلى 1.5 مليار جنيه بنهاية 2021.
وتابع أن البنك الأهلي المصري وبنك التعمير والإسكان يضعان شعار البنك على بطاقة بريميوم، مشيراُ إلى أن كافة موظفين البنوك لديهم بريميوم كارد.
الشركة تتعاون مع 300 علامة تجارية ونحو 1500 فرع
وأوضح أن الشركة تتعاون مع أكثر من 300 علامة تجارية ونحو 1500 فرع، مشيراً إلى أن بريميوم تتواجد في القاهرة والإسكندرية والمنصورة، وتستهدف الشركة التوسع في مدن القناة خلال 2021، والتوسع في الصعيد في 2022.
ولفت إلى أن هناك العديد من الجهات الحكومية التي تتعامل مع بريميوم كارد، منها مصلحة الجمارك المصرية، مضيفاً أن الخدمة لاقت ترحيباً كبيراً من شركات قطاع الأعمال العام.
وحول نصيحة بول أنطاكي لرواد الأعمال، قال إن صاحب الفكرة يمكنه الآن الاعتماد على شركات لمساعدته في تنفيذ فكرته مما يخفف العبء المالي اللازم للتنفيذ، وعليه الإيمان بفكرته والصبر عليها وعدم التسرع في الحصول على الربح.