اتخذت بعض الدول العربية خطوات واضحة المعالم خلال عام 2019، في إطلاق المركبات الذكية والمستدامة، إضافة إلى تدشين المبادرات الشبابية الرامية إلى تطوير المركبات الخضراء الصديقة للبيئة، لمواكبة التقنيات والوعي العالمي في التصدي للاحترار العالمي والحفاظ على البيئة.
وأكد خبراء بارزون عبر قطاعات الأعمال أن التوجه المتزايد من جانب الشركات والجهات الحكومية حول العالم نحو تبني حلول الأتمتة والتقنيات الحديثة سيلعب دوراً مهماً في تعزيز نمو سوق المدن الذكية ليصل إلى 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2023.
وأوضح الخبراء أن منطقة الشرق الأوسط تقود بخطىً ثابتة ابتكارات المدن الذكية، بدايةً من دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادراتها الريادية في هذا المجال والمتمثلة بمدينة مصدر وعمليات شركة “بيئة” ونظام هايبرلوب بين أبوظبي ودبي، مروراً بمدينة نيوم الذكية في المملكة العربية السعودية، ووصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة لمصر في شرق القاهرة
من جانبه قال فيلهيلم هيدبيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إيكار”: “تعتبر منصات النقل الذكية والمشتركة من الركائز الأساسية لمستقبل التنقل المستدام في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، نظراً لما تقدمه من خدمات من شأنها الحد من الازدحام المروري وتوفير خيارات للتنقل بأسعار معقولة، وتعزيز السلامة المرورية. ويعد معرض ومنتدى المدن الذكية الأول فرصة مهمة لشرح كيفية توحيد جهود القطاعين العام والخاص لدعم وتشجيع المشاريع واتخاذ تدابير رامية لتهيئة بيئة مشجعة لأصحاب الأعمال وتعزيز الابتكارات في مجال التنقل”.
أعلنت هيئة النقل العام في العاصمة المصرية القاهرة، في الشهر ذاته، البدء في اختبار حافلة كهربائية في النقل العام لمدة ثلاثة أشهر تمهيدًا لإضافة عدد أكبر من الحافلات الكهربائية بعد ذلك. وهذه ثاني تجربة للحافلات الكهربائية في النقل العام في مصر بعد استخدامها في محافظة الإسكندرية، إذ جرى تشغيل حافلة كهربائية بصورة تجريبية في الإسكندرية في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018. وتتسع الحافلة لتسعين راكب وتبلغ سرعتها القصوى 80 كيلومترًا في الساعة ومداها 250 كيلومترًا بعد شحنها تمامًا، وتحتاج إلى 3 إلى 4 ساعات لذلك. وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي أضافت المحافظة 14 حافلةً جديدة إلى أسطولها من الحافلات الكهربائية.
أول سيارة أجرة كهربائية في مصر
وأعلنت شركة ريفولتا ومجموعة شل العالمية، في ديسمبر/كانون الأول 2019، عن إطلاق أول سيارة أجرة كهربائية في مصر، ضمن فعالية الجمعة الخضراء في مصر للسيارات الكهربائية والصديقة للبيئة. ويُرجَّح أن يُفتَح باب التسجيل على اقتناء السيارة الجديدة في مصر، مطلع العام 2020. وسط توقعات بتخفيض أجور التنقل بنسبة 10% مقارنة مع المركبات العاملة بالوقود الأحفوري.
أول حافلة كهربائية في دبي
للمرة الأولى عربيًا؛ أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، مطلع العام 2019، أول حافلة تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل لنقل الركاب في شوارعها في خطوة طموحة لتعزيز فكرة المدن المستدامة كثمرة تعاون بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) ودائرة النقل في أبوظبي وشركة «حافلات للصناعة» ومقرها أبوظبي، وشركة «سيمنز الشرق الأوسط» ويحتوي مسار الحافلة على ست مواقف. وتتمتع الحافلة الكهربائية الجديدة بهيكل خفيف الوزن مصنوع من الألمنيوم، ومزودة ببطاريات بنظام فريد لتبريد المياه وزيادة مدة عمل البطارية وتعزيز كفاءتها حتى مع ارتفاع درجة الحرارة الخارجية إلى مستويات قصوى، وتحتوي الحافلة الجديدة على 27 مقعدًا ومساحة آمنة للوقوف، وأرضية منخفضة لتسهيل الصعود إليها، وهي قادرة على قطع مسافة 150 كيلومترًا قبل إعادة شحنها، إذ يساعد تزويدها بألواح شمسية على إمداد بطارياتها بالطاقة.
واستمرت المدينة المستدامة في دبي، خلال العام 2019، بتجربة تشغيل مركبة ذاتية القيادة للنقل الجماعي في شوارعها؛ في منطقة دبي لاند في شارع القدرة ضمن مسار يبلغ طوله 1250مترًا، في إطار استراتيجية الإمارة الرامية إلى تحويل 25% من النقل الجماعي إلى المواصلات ذاتية القيادة بحلول العام 2030. وتسير المركبة بالطاقة الكهربائية وهي صديقة للبيئة بنسبة 100%، وتعمل بطارياتها حتى ثمان ساعات وتتسع لثمانية ركاب، وتحتوي على ستة مقاعد للجلوس ومكانان للوقوف. ويصل متوسط سرعة المركبة إلى 20 كيلومتر/ساعة ويمكنها مقاسها المناسب على السير في الشوارع الداخلية الضيقة والمغلقة في المجمعات السكنية وأماكن الترفيه.
ويُشار إلى أن مدينتي دبي وأبوظبي قد احتلتا المركزين 45 (دبي) و56 (أبوظبي) من بين 102 مدينة حول العالم ضمن «مؤشر المدن الذكية 2019» الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، لتتصدران القائمة عربياً. ووفقاً لشركة “كيه بي إم جي” من المتوقع أن يتضاعف سوق المدن الذكية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول 2022. أما على الصعيد العالمي، تتوقع “نافيجانت ريسيرتش” أن تصل قيمة السوق إلى 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2023.
توجه لإطلاق سيارات كهربائية في السعودية
وفي هذا الإطار؛ تسعى السلطات السعودية لزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية، وتعزيز الإقبال عليها محليًا، وتوقعت شركة شنايدر إلكتريك العالمية، في العام 2019، افتتاح خمس محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب، وعَزَت ذلك إلى تلقيها طلباتٍ لتنفيذ محطات شحن كهربائي للسيارات في الربع الأخير من العام الماضي، لعدد من المشاريع التجارية والسكنية.
أول محطة لوقود سيارات الهيدروجين في السعودية
وأعلنت أرامكو؛ عملاق النفط السعودي، مطلع العام 2019، إنشاء أول محطة هيدروجين لتعبئة مركبات خلايا الوقود الهيدروجيني، في المملكة، كثمرة تعاون بين أرامكو وشركة إير برودكتس. وسيؤسس الشريكان أسطولًا تجريبيًا من السيارات العاملة بخلايا الوقود الهيدروجيني لتزويدها بالهيدروجين المضغوط عالي النقاء في المحطة الجديدة. ويتزود الأسطول التجريبي بخلايا الهيدروجين المضغوط من خلال إدخال تقنية سمارت فيول، المملوكة لشركة إير برودكتس في المحطة الجديدة. وتمهد الفترة التجريبية لجمع بيانات ومعلومات قيمة لتقييم التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية الناشئة للنقل في المملكة.