أكد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن الارتفاع الملحوظ في تمثيل النساء داخل مجالس إدارات الشركات – ليصل إلى 27٪ مقارنة بـ 14٪ فقط في عام 2020 – يعد مؤشرًا حقيقيًا على نجاح الجهود التنظيمية المبذولة لتعزيز الشمول والحوكمة في السوق المصري.
وقال فريد إن هذه القفزة ليست مجرد رقم، بل تعكس تحولًا تدريجيًا في ثقافة المؤسسات تجاه تمكين المرأة، ودعم مشاركتها في مواقع صنع القرار، مشددًا على أن التنوع بين الجنسين أصبح أحد أعمدة الحوكمة الفعّالة، وركيزة أساسية لتعزيز تنافسية الشركات واستدامتها.
في استعراض يرسخ ملامح مستقبل الأعمال في مصر، ويضع خارطة طريق لتعزيز التنافسية والاستدامة، ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية في قمة التعليم التنفيذي لجامعة إسلسكا مصر ESLSCA 2025.
مواءمة التعليم التنفيذي مع متطلبات الإصلاح الاقتصادي
أوضح الدكتور فريد أن المرحلة الحالية تتطلب مواءمة التعليم التنفيذي مع الإصلاحات الاقتصادية الجارية، مشددًا على أن أي تعليم لا يواكب هذه التحولات سينتج “تعليمًا منفصلًا عن الواقع”.
قرارات تنظيمية جديدة لتعزيز الكفاءة
وأشار رئيس الهيئة إلى صدور مجموعة من القرارات التنظيمية المهمة، منها:
- قرار حوكمة شركات التأمين لأول مرة.
- قرار المهن الرئيسية واشتراط ساعات التعليم والتطوير المهني المستمر لجميع العاملين.
- قرار قيد المحاسبين والمراجعين بسجلات الهيئة مع حد أدنى سنوي وثلاثي السنوات من التدريب المتخصص.
تعزيز تمثيل المرأة في الهياكل القيادية
أكد فريد أن تطوير الحوكمة يشمل تعزيز تمثيل المرأة، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الشركات التي تضم سيدات في مجالس إدارتها من 14% عام 2020 إلى 27%.
كما ارتفع عدد السيدات أعضاء مجالس الإدارة من 400 إلى 1140 نتيجة برامج تدريب وتأهيل ممنهجة.
أهم القرارات الداعمة لتمكين المرأة
- قرارا 123 و124 لسنة 2019 بشأن التنوع بين الجنسين في الشركات والمؤسسات المالية.
- قرار 204 لسنة 2020 الذي يحظر التمييز على أساس الجنس.
- قرار 205 لسنة 2020 الذي يقدم حوافز لتعزيز الشمول بين الجنسين.
- قرار رئيس الوزراء 2479 لسنة 2018 والمعدل 3456 لسنة 2022 بشأن السندات المرتبطة بتمكين المرأة.
وكشف فريد أن الهيئة تعمل حاليًا على تطوير تطبيق “تمكين المرأة” لربط الكفاءات النسائية بفرص مجالس الإدارة في القطاع المالي غير المصرفي.
مواءمة الأجيال الجديدة مع بيئات العمل
تطرّق فريد إلى تحديات دمج جيل Z وجيل ألفا في سوق العمل التقليدي، مشيرًا إلى أن لديهم توقعات مختلفة حول بيئة العمل والتحفيز والانتماء.
وشدد على ضرورة إعادة صياغة أدوات التفاعل وبناء الولاء بعيدًا عن المفاهيم القديمة المتعلقة بتحمل ظروف عمل قاسية مقابل خبرات طويلة الأجل.
أهمية تطوير بيئات عمل مرنة وجاذبة
أكد رئيس الهيئة أن تطوير بيئات العمل المرنة والمبتكرة داخل المؤسسات المالية أصبح ضرورة استراتيجية لضمان جذب الكفاءات الشابة واستثمار طاقاتهم.
ختام الكلمة: التعليم المستمر وتمكين المرأة أساس المستقبل
اختتم الدكتور محمد فريد كلمته بالتأكيد على أن التعليم المستمر وتمكين المرأة والاستثمار في الكوادر البشرية هي عناصر تنفيذية حقيقية—وليست شعارات—وهي التي تمكّن المؤسسات من تحويل الرؤى والسياسات إلى نتائج قابلة للقياس وتعزز قدرتها التنافسية واستدامتها.













