قال جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة شركة أمازون، إن موجة الإنفاق الكبيرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي تشبه “فقاعات صناعية” سابقة مثل فقاعة الإنترنت أو التكنولوجيا الحيوية؛ مشيرًا إلى أن بعض الشركات تتلقّى تمويلات بمليارات الدولارات قبل تقديم أي منتج حقيقي. ومع ذلك، رأى بيزوس أن هذه الحمى الاستثمارية — رغم المخاطر قصيرة الأمد — قد تؤدي إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل.
تحذير تاريخي من موجة الحماس الاستثمارية
أثناء مشاركته في “أسبوع التكنولوجيا الإيطالي”، أوضح بيزوس أن الحماس المفرط يدفع المستثمرين إلى تمويل “كل تجربة وكل شركة” بغض النظر عن مدى نضج الفكرة أو واقعيتها. وأضاف أن هذا النمط دفع شركات للانفجار المالي سابقًا، لكنه أفضى في نهاية المطاف إلى اكتشافات ومنتجات هامة، مثل أدوية إنقاذية وابتكارات إنترنتية أساسية.
“عندما يتحمس الناس كثيرًا، يتم تمويل كل تجربة — سواء كانت جيدة أم سيئة. بعض الشركات تحصل على مليارات قبل أن تطرح أي منتج.” — جيف بيزوس
تمويلات هائلة وبنية تحتية عملاقة
تتدفق الآن استثمارات بمليارات الدولارات إلى منظومة الذكاء الاصطناعي، لا سيما إلى:
- مراكز البيانات عالية السعة.
- تصنيع الرقائق المتخصصة والذواكر.
- الشركات الناشئة في مجالات الحوسبة السحابية المتقدمة (Neocloud).
- التطبيقات والخدمات القائمة على نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة.
-

صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي عن إدارة المخاطر للشركات الناشئة
على سبيل المثال، أُشير في تقارير إعلامية إلى مفاوضات حول صفقات بمليارات الدولارات للاستحواذ على مراكز بيانات وارتفاع تقييم شركات مثل OpenAI إلى مستويات قياسية.
حالة السوق: تقييمات مرتفعة وتحذيرات
أدت الضخّات المالية إلى ارتفاع تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المصاحبة. وفي المقابل، حذر مستثمرون ومسؤولون في مؤسسات استثمارية سيادية من مخاطر تكوّن فقاعة قد تؤدي إلى خسائر في الجولات المبكرة من رأس المال الجريء.
| المؤشر | ملاحظة |
|---|---|
| تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي | ارتفاع قياسي في بعض التقييمات الخاصة (مئات المليارات) |
| صفقات البنية التحتية | مفاوضات وصفقات بنطاق عشرات المليارات لمراكز بيانات ومصانع رقائق |
| تمويل مبكر | تدفّق رأس المال إلى جولات مبكرة رغم المخاطر التقنية والتجارية |
فقاعات سابقة: ماذا تعلمنا من الإنترنت والتكنولوجيا الحيوية؟
استشهد بيزوس بفقاعات سابقة — فقاعات الإنترنت في أواخر التسعينات وفقاعة التكنولوجيا الحيوية في التسعينات — لتوضيح المشهد الحالي.
في الحالتين، تعرّضت أسواق لمرحلة انهيار لم تكن سارة للمستثمرين الأوائل، لكنها مهّدت لولادة تكنولوجيات ومنتجات أحدثت تغييرات جوهرية في الصحة والاتصالات.
رؤية بيزوس: توازن بين الحذر والتفاؤل
بينما أطلق البعض تحذيرات حادة من تضخّم التقييمات، دعا بيزوس إلى تبنّي منظور طويل الأمد: بعد انقشاع الفقاعة، ستبرز شركات رابحة تقدم ابتكارات حقيقية تفيد المجتمع والاقتصاد. هذه النظرة تحث على قبول مستوى معين من المخاطرة البحثية مقابل مكاسب مستقبلية محتملة.
“حين ينقشع الغبار وتظهر الشركات الرابحة، سيجني المجتمع ثمار تلك الابتكارات.” — جيف بيزوس
توصيات “ريادي” للمستثمرين ورواد الأعمال
للمستثمرين
- نَوّع المحفظة: اجمع بين الاستثمار في البنية التحتية (مراكز بيانات، رقائق) والتطبيقات ذات نماذج تجارية مثبتة.
- ركز على الشركات ذات دلالة تقنية واضحة (IP، قدرات هندسية، شراكات تصنيع) لتقليل مخاطر الفشل التجاري.
- اعتمد استراتيجيات تمويل مرحلية tied-to-milestones لتقليل مخاطرة التدفقات المبكرة الكبيرة.
لرواد الأعمال
- أثبت الجدوى التقنية والتجارية مبكرًا: النماذج الأولية والتجارب العملية تقنع المستثمرين أكثر من عرض أفكار عامة.
- راعات الحوكمة والشفافية في استخدام التمويل لتبنى ثقة المستثمرين في الجولات المستقبلية.
- ابنِ شراكات استراتيجية مع مزوّدي البنية التحتية لتأمين توافر الموارد الحاسوبية والرقائقية.













