يشهد مجال التكنولوجيا الحيوية المتخصصة في إطالة العمر وتجديد الخلايا طفرة غير مسبوقة، حيث يستثمر مليارديرات التكنولوجيا مبالغ طائلة في شركات ناشئة تهدف إلى إبطاء بل وعكس عملية الشيخوخة.
يستثمر مليارديرات التكنولوجيا مثل جيف بيزوس وبيتر ثيل وسام ألتمان مليارات الدولارات في شركات ناشئة تهدف إلى إطالة العمر البشري من خلال تجديد الخلايا وتقنيات إعادة البرمجة البيولوجية.
الاستثمارات الضخمة في سباق إطالة العمر
شهدت السنوات الأخيرة تدفق استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا الحيوية المتخصصة في إطالة العمر، حيث تجاوزت استثمارات بعض الشركات الناشئة مليارات الدولارات.
ألتوس لابس (Altos Labs)
المستثمرون: جيف بيزوس، يوري ميلنر
قيمة التمويل: 3 مليارات دولار
التركيز: إعادة برمجة الخلايا وعكس عملية الشيخوخة
الإنجاز: نجاحات مبكرة في تجارب على الفئران شملت إعادة برمجة جزئية للخلايا
ريترو بيوساينسز (Retro Biosciences)
المستثمر: سام ألتمان
قيمة التمويل: 180 مليون دولار (ومستهدف جمع مليار دولار)
الهدف: زيادة متوسط العمر المتوقع بمقدار 10 سنوات
التجارب: ثلاثة أدوية محتملة لعلاج الزهايمر وتجديد خلايا الدم والدماغ
نيو ليميت (NewLimit)
المستثمر: برايان أرمسترونغ (مؤسس كوين بيس)
قيمة التمويل: 130 مليون دولار (جولة تمويل ب)
التخصص: إعادة البرمجة الجينية
كامبريان بيوفارما (Cambrian Biopharma)
قيمة التمويل: 100 مليون دولار (جولة تمويل ج عام 2021)
الدور: حاضنة ومستثمرة في شركات إطالة العمر
أبرز المليارديرات المستثمرين في مجال إطالة العمر
- جيف بيزوس (مؤسس أمازون): استثمر 3 مليارات دولار في ألتوس لابس
- بيتر ثيل (مؤسس باي بال): استثمر في مؤسسة ميثوسيلاه الخيرية
- سام ألتمان (مبتكر تشات جي بي تي): موّل ريترو بيوساينسز بمبلغ 180 مليون دولار
- لاري بيج (مؤسس جوجل): أسس كاليكو لابز عام 2013
التقنيات العلمية الرائدة
تعتمد هذه الشركات على تقنيات متطورة في أبحاثها، أبرزها:
إعادة البرمجة البيولوجية للخلايا
تهدف إلى عكس عمر الخلايا وجعلها أصغر سناً وأكثر صحة. وقد حققت شركة ألتوس لابس نجاحات مبكرة في تجارب على الفئران شملت إعادة برمجة جزئية للخلايا.
العلاجات متعددة الأنظمة
بدأت شركات أدوية كبرى مثل إيلي ليلي ونوفو نورديسك في وصف أدوية GLP-1 بأنها “أدوية إطالة العمر” بسبب آثارها متعددة الجوانب على أعضاء الجسم.

التحديات والانتقادات
التحديات التنظيمية
لا تعترف أي جهة تنظيمية صحية بالشيخوخة كحالة طبية، مما يجعل من الصعب تصميم تجارب سريرية يكون علاج الشيخوخة هدفها الرئيسي.
الإخفاقات الواضحة
شهد المجال بعض الإخفاقات، مثل شطب بورصة ناسداك لشركة يونيتي للتكنولوجيا الحيوية في يوليو 2025 بسبب فشل دوائها المستهدف للخلايا المتقدمة بالسن في التجارب السريرية.
الانتقادات الأخلاقية والاجتماعية
يتخوف خبراء من أن أدوية إطالة العمر ستكون مكلفة جداً مما سيخلق “عالماً غير عادل” حيث يتمتع الأثرياء فقط بإمكانية الوصول إليها.
ويشير فيل كلياري، مؤسس مجموعة SmartWater Group، إلى أن “حبة دواء قادرة على إبقاء الناس على قيد الحياة لعقود قد تخلق عالماً مليئاً بأشخاص أغنياء وأنيقين من الطبقة المتوسطة، أغلبهم من البيض، والذين فقط من يستطيعون تحمل تكاليف هذه الأدوية”.
ويضيف كلياري: “بدلاً من إطالة عمر النخبة الثرية، سيكون من الأفضل أن ينفق المليارديرات أموالهم على إنقاذ حياة 5 ملايين طفل يموتون سنوياً بسبب الجوع وأسباب أخرى يمكن الوقاية منها وعلاجها”.
توقعات مستقبلية
رغم أن مجال التكنولوجيا الحيوية لإطالة العمر لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن وتيرة التطور التكنولوجي الحالية تشير إلى أن عقاقير إطالة العمر قد تصبح متاحة خلال بضع سنوات فقط. لكن التحدي الأكبر سيكون في جعل هذه التقنيات متاحة للجميع وليس فقط للأثرياء.
ويشير الخبراء إلى أن قصة نجاح واحدة كبيرة في هذا المجال قد تفتح أبواباً واسعة لطول العمر، على غرار ما حدث مع أدوية السمنة قبل أن تتحول الصناعة إلى أدوية GLP-1 الشهيرة.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 100 ألف شخص يموتون يومياً بسبب أمراض مرتبطة بالشيخوخة، مما يجعل البحث في هذا المجال ذا أهمية حيوية للبشرية جمعاء.
احصل على تنبيهات لحظية عبر جهازك عند رفع منشورات جديدة بالموقع. اشترك الآن!













