كشفت بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن تحول جوهري في هيكلة الاستثمارات داخل الاقتصاد المصري خلال العام المالي 2024/2025، حيث ارتفعت مساهمة القطاع الخاص لتتجاوز حصة الاستثمارات العامة لأول مرة منذ خمس سنوات، في مؤشر يعكس انزياحًا استراتيجياً نحو تحفيز القطاع الخاص ورفع كفاءة توظيف الموارد.
مقاييس إجمالية
بلغ إجمالي الاستثمارات المنفذة بالأسعار الثابتة نحو 1.23 تريليون جنيه خلال العام المالي 2024/2025، مقابل 1.21 تريليون جنيه في العام السابق، ما يدلّ على استقرار نسبي في القيمة الكلية مع تغير جوهري في هيكل المكونات.
صعود قطاعي: الخاص يتجاوز العام
أظهرت البيانات أن مساهمة الاستثمارات الخاصة ارتفعت إلى 47.5% من إجمالي الاستثمارات، بينما تراجعت مساهمة الاستثمارات العامة من 51.2% في 2023/2024 إلى 43.3% في 2024/2025. وتفسر الوزارة هذا التراجع الجزئي في المكون العام بأنه نتاج سياسات ترشيد وحوكمة الإنفاق العام التي فتحت مساحة أوسع أمام القطاع الخاص للاضطلاع بدور أوسع في تمويل النمو.
جدول مقارنة مكونات الاستثمارات
| البند | 2023/2024 | 2024/2025 |
|---|---|---|
| إجمالي الاستثمارات (تريليون جنيه) | 1.21 | 1.23 |
| نسبة الاستثمارات العامة | 51.2% | 43.3% |
| نسبة الاستثمارات الخاصة | 48.8%* | 47.5% |
*ملاحظة: نسبة الاستثمارات الخاصة في 2023/2024 محسوبة مكملًا لنسبة المكون العام لتقريب الصورة.
الأثر على نمو الاقتصاد
أكّدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الاقتصاد المصري واصل تعافيه القوي في الربع الرابع من العام المالي 2024/2025 بمعدل نمو ربع سنوي قدره 5% — وهو الأعلى منذ ثلاث سنوات — ما ساهم في تسجيل معدل نمو سنوي يبلغ 4.4% لعام 2024/2025.
جدول مؤشرات النمو
| الفترة | معدل النمو |
|---|---|
| الربع الرابع 2024/2025 | 5.0% |
| معدل النمو السنوي 2024/2025 | 4.4% |
محركات النمو وقراءة سياساتية
أوضحت الوزيرة أن الأداء المتفوق جاء مدفوعًا بالأداء القوي لقطاعات الصناعات التحويلية غير البترولية والسياحة والاتصالات والوساطة المالية، مؤكدًة أن هذه القطاعات تمثل محركات نمو ذات قدرة على النفاذ للأسواق التصديرية. وأضافت المشاط أن نتائج العام المالي تعكس فاعلية السياسات الداعمة لاستقرار الاقتصاد الكلي والالتزام بحوكمة الاستثمارات العامة ضمن إطار البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية.
خلاصة وتداعيات
يشير ارتفاع حصة القطاع الخاص إلى تغيير في ديناميكية تمويل النمو الاقتصادي في مصر، حيث تتجه الدولة إلى إرساء آليات أكثر تركيزًا على استدامة وكفاءة الإنفاق العام، مع منح القطاع الخاص دورًا محوريًا في قيادة مراحل التوسع والاستثمار. وتطرح هذه المعطيات أسئلة حول كيفية استجابة السياسات المالية والنقدية والبيئة المؤسسية لتسريع اجتذاب استثمارات خاصة ذات جودة عالية مع المحافظة على استدامة المالية العامة.













